السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر بداية إهداء الأديب لي لمجموعته القصصية وثقته الكبيرة في رغبتي بنقدها انطباعيا.
ورغم انها وصلت بعد 4 اشهر من إرسالها ويا للعجب فالبريد أبطأ مما اتوقع ,هل نصل لزمن تختفي فيه تلك الامور؟.
المجموعة من القطع الصغير ,لم تتجاوز 120 صفحة,تحوي 117 قصة قصيرة.
*************
العنوان بداية تشاؤمي بامتياز, والغلاف أكمل الحزن الصادر عن ألوانها, الذابلة فعلا والباهتة فالغلاف افتتاحية للقراءة, ولان القصص قصيرة جدا,تتناغم مع الذوق الحاضر بيننا المراوح بين الرواية والق ق ج.
نجده مشوقا ومقبولا عموما, وجديدا, وهل الظلال تذبل؟,فهل فك شيفرة العنوان ضمن النصوص كعملية قرائية استقرائية؟.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
بكل الأحوال :كان الإهداء خصوصيا جدا لاداع له ويكيفنا أوله:إلى روح أبي...
كلمة أحمد بوزفور كانت عموما إشادة بالعمل ,وكم نحترم التقديم عندما يعطينا الوجهان بموضوعية.
نقتطف منها:
قرأتها باسمتاع..ولم أجدها ذابلة أبدا.
هي ظلال ناقدة لهذه الحياة , وساخطة عليها..وعبأتها لخدمة القصة القصيرة دجا, فأعطتنا القصة أولا ثم القصة القصيرة جدا.
*********
وإن كان الناقد على حق فيما أوردناه,فهي تعد نصوصا احترافيه فعلا, راوحت مابين الرمزية العالية, والتي تترك القارئ يكمل النص وحده للتوضيح والتكهن بما يريده الكاتب,ومن جهة أخرى ,
كان هناك نصوصا واضحة تماما لم يكفيها بعض رموز لتغطية الفكرة.
نورد منها مالفت نظرنا منها,رغم ان المواضيع المطروحة تستاهل معالجة أعمق واكثر لانها هامة ومتنوعة.
بكل الاحوال هذا يدعونا لحثه للمزيد:
بحث:
انتظرت طويلا..
حان دوري
لم أجدني..
منذئذ أبحث عني..
ند هنا رمزية عالية جدا,عن شتات النفس حيرة الهدف,صعوبة الدرب...ومعاناة ماانتهت...
كانت موفقة جدا..
********
سقوط
وهو متمترس خلف آخر الحصون.
بدا له السقوط وشيكا.
استبقه .التحق بالطابور حكواتيا
يسرد أمجاده.
هنا نجد تلك القضية المعروفه ,سخرية المجتمع والعالم.
***********
وهناك نصوصا غارقة في الرمزية عمت على الفكرة:ويعد هذا الامر ضعف في القصة القصيرة حتى لو اراد الكاتب لقارئه الاجتهاد في المعنى على وجوه.
شمعه
مسح لحيته تجشأ
ارتمى جنبها يلهث
نفخ في الشمعه ..نام.
باتت تنقلب مشتعلة عند الفجر.
أفاقت على صرير أسنانه.
أطلت من النافذة.
الظلمة ماتزال حالكة.
أشعلت فتيلة.
سارت نحو الحقل, تشق أديمه.
*********
بكل الأحوال, أشكر للأديب علي بنساعود لإتاحة الفرصة لقراءة عمله الجديد , الذي نجح بتحقيق خاصية التكثيف القوية في القص وطرح قضايا تهمنا على عمومها.
نتمنى له مزيدا من التوفيق .
ريمه الخاني 14-7-2014