رمضان الثاني أقبل وأنا في غربتي بعيدة عن أهلي وخلاني وبعيدة عن وطني....
اختلاف كبير بين مشاعري الآن ومشاعري العام الماضي ....
ففي العام الماضي كنت أرى الدنيا سوداء كيفما ذهبت ...
فراق الأحبة ،والحنين للوطن ،وكل أمل بات خيال...
غادرت بلدي مجبرة وغصة تخنقني وألم يعتصر قلبي ...
وكل ماكان يسيطر على تفكيري هو
أن الخيركله في من هم من جنسيتي فحسب وأهل الصفاء هم أهل ودي فقط....
ولكن أدركت أن الأمر لايقاس بهذه الطريقة ...
أدركت أن الخير لاينحصر بجنسية أو لغة معينة..
التقيت هنا في بلاد الغربة بأجناس متعددة اختلفت لغاتهم وطباعهم...
وكثير منهم من حمل بين طيات نفسه طيبة لم أكن أتصورها وحب للخير لم يسبق له مثيل وقد يفوق من بنيت آمالي عليهم وحمدت ربي أن الله أكرمني بلغة ثانية استطعت من خلالها التواصل معهم...
أتى رمضان حاملا معه اعتذاري لكل من أخطأت بحقه أوقصرت في وده...
أحبتي إخوتي أقربائي وزميلاتي في العمل وكل من عرفني ....
قد تكون ضغوط العمل فرضت علينا طبيعة شديدة الحساسية فنفقد حينها قدرتنا على التحمل فقد يصدر منا مالا يروق لكم ...
إخوتي أعتذر إليك لوقصرت في وصالكم
وثقوا أن ذلك لانشغالي وقلة حيلتي ..
أولادي نور عيوني سامحوني لو افتقدتم واجبا كان ينبغي علي أن أقوم به لكم ولم أنتبه له ولم تطالبون به حياء منكم ...
سندي وعزي ومن يتحملني في كل أحوالي سواء كتت حزينة، مضطربة ،متعبة، متوترة، مشتاقة لمن غاب عني تواقة لرؤيته ،أو
في شدة فرحي فتشاركني أبسط اللحظات ...
مربيتي وأمي الثانية التي طالما استنفذت طاقة صبرها وأشعرأنها تنادي مدد يارب وهي تزرع بذور الخير في نفسي تبكيني وهي تقومني وبالوقت نفسه تبكي لبكائي من شدة خوفها علي..
سامحيني يا أمي ...
أتمنى لو التقي بكم أحبتي وأعتذر منكم فردا فردا ولكن هكذا القدر أبعدني عنكم...
تحديثات جديدة على قائمة دعواتي هذا العام وفقا لتحديثات جرت على هذا القلب فالود باق والجميل لاينسى وأهل الفضل والمعروف هم في قلبي ...
لن أنساكم في دعائي في رمضان ..
أرجوكم حاولوا استحضار اسمي بين أدعيتكم علني أعتق ورب الأكوان يقبلني..
ودعونا ندخل هذا الشهر الفضيل بقلوب سليمة لاتريد لاجدالا ولا عتابا لأن الأمر جلل وماعند الله خير وأبقى ...
مع خالص ودي...
دمتم بخير أحبتي ...
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب .