يقول المفكر والشاعر الفرنسي لامارتين في ( كتاب تاريخ تركيا ) المطبوع في باريس سنة 1854 الجزء الثاني صفحة 276-277 :
اذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الانسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيله فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيآ من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في عبقريته ؟؟؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الاسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الامبراطوريات ..فلم يجنوا إلا امجادآ بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانيهم .لكن هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الامبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام وحسب .. وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ .. ليس هذا فقط بل إنه قضى على الانصاب والازلام والاديان والافكار والمعتقدات الباطله .لقد صبر النبي وتجلد حتى نال الصبر من الله , كان طموح النبي صلى الله عليه وسلم موجهآ بالكلية الى هدف واحد فلم يطمح الى تكوين امبراطورية أو ما الى ذلك , حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته صلى الله عليه وسلم .. وانتصاره حتى بعد موته .. كل ذلك لايدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي اعطى النبي الطاقه والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين , اولآ الايمان بوحدانية الله وثانيآ مخالفة سبحانه وتعالى للحوادث .فالشق الأول يبين صفة الله ألا وهي الوحدانية بينما الآخر يوضح مالايتصف به الله تعالى ( وهي المادية أو مماثلته للحوادث) لتحقيق الأول كان لا بد من محاربة الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف وأما الثاني فقد تطلب ترسيخ العقيدة بالكلمة (أي بالحكمة والموعظة الحسنة) ..هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم الفيلسوف والخطيب والنبي المشرع والمحارب قاهر الأهواء مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو الى عبادة حقة بلا أنصاب ولا ازلام .. هو مؤسس لإمبراطورية روحانية واحدة ..هذا هو محمد .وبالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية أود أن اتساءل : هل هناك من هو أعظم من النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ وان اعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة الرسول محمد دراسة وافية وادركت مافيها من عظمة وخلود .. وأي رجل ادرك من العظمة الإنسانية مثلما ادرك محمد ؟ واي انسان بلغ من مراتب الكمال مثلما بلغ؟لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق.