كتاب هام للشيخ الراحل:محمد هشام برهاني:
منقول من موقع:الملتقى الفقهي:
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

فوائد مِنْ كتاب "سد الذرائع في الشريعة الإسلامية" للشيخ هشام البرهاني:

§ الذرائع عند الفلاسفة([1]):لبثت الفلسفة دهرا طويلا تسبح في سماء الفكر المجرد ولم تصغ إلى الحياة العملية، أو تحفل بالواقع، وإنما حصرت أغلب مجهودها، وجل اهتمامها في جوهر الأشياء، وأخذت تتساءل: ما الروح، وما المادة، وما أصلهما...؟

§ إلى أن جاء الفكر الحديث الذي يقدس العمل ويمقت البحث المجرد العقيم: بمذهب الفلاسفة الذرائعيين.([2])

§ كان فضل السبق في صياغته وإبرازه للفيلسوف الأمريكي "وليام جيمس" (1842-1910).

§ وخلاصته:
1- أن يتخذ الإنسان من أفكاره وآرائه ذرائع يستعين بها على حفظ بقائه أولا.
2- وعلى السير بالحياة نحو السمو والكمال ثانيا.

§ ليس من شأن الإنسان في هذا المذهب: أن يبحث في كنه الشيء ومصدره وإنما تهمه نتيجته وعقباه، وكل شيء يؤثر في الحياة تأثيرا منتجاً.

§ من مؤيدي هذا المذهب "نيتشه": واتجه فيه إلى أقصاه فقرر: أن الباطل إذا كان وسيلة ناجعة لحفظ الحياة كان خيرا من الحقيقة فبطلان الرأي لا يمنع من قبوله ما دام عاملا من عوامل بقاء النوع وحفظ الفرد ورب أكذوبة أو أسطورة تدفع الحياة إلى الأمام بما تعجز عنه الحقيقة المجردة.....والإنسان ذرائعي بالفطرة فهو يعتنق من الآراء أحفظها للحياة ولولا ذلك لظلت البشرية في حيوانيتها الأولى، لا تتقدم خطوة ولا تسير إلى الكمال الذي وصلته الآن.

§ وأما سد الذرائع: فيعني منع الأفكار المنتجة، والآراء المثمرة من أن تؤدي وظيفتها في صنع الحياة بأن نحكم ببطلانها كأن نحكم على فكرة اللون بأنها باطلة لأنها غير موجودة إلا في داخل أنظارنا أو نحكم على فكرة الوطنية بأنها وفهم وخيال لما فيها من إضرار بالأفراد.

§ سد الذرائع بهذا المعنى: عامل هدم وتعويق وإضرار بالحياة ولا يمكن أن يكون غير ذلك لأننا حين نجعله عامل بناء وتمكين للحياة ونفسره بأنه الحكم على كل فكرة غير مثمرة وكل رأي عقيم بالبطلان نحتاج إلى إثبات اسم الذريعة للفكرة العقيمة وهذا ما يقصر عنه اصطلاحهم لمعنى الذريعة.

([1]) ص 62

([2]) ص102



الموضوع الأصلي: http://www.feqhweb.com/vb/showthread...#ixzz305AfXMeO