أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل :
♣ الشريف الحسينى ♣
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
♦ السؤال :◄ ما دلالة تحول الخطاب
بإستخدام ( هاء ) الغيبه مكان ( كاف ) المخاطب
كما فى الآيات الثلاث الأولى في سورة عبس
• ( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى )
أو من المبني للمجهول إلى الخطاب المباشر مع الرسول ؟
♦ الجواب :◄
• هذا من باب الالتفات في البلاغة
• يلتفت من الغيبة للحاضر ومن الحاضر للغيبة
♣ السؤال الآن :◄ لكن لماذا ؟
إكراماً لرسول الله تعالى
• لم يقل له عبست وتوليت أن جاءك الأعمى
فإكراماً له قال •←• ( عبس وتولى )
• والتفت إليه لما كان في الخطاب خير
• لأنه ( صلّ الله تعالى عليه وسلم )
• كان منشغلاً في الدعوة إلى ربه يأمل
• إذاً :◄ هو الآن في دعوة ،
في أمل كان يرجو خيراً و يأمل خيراً
• إذاً :◄ لم يكن منشغلاً عنه باللهو أو فى أمر غير مهم
وإنما بأمر من أمور الدعوة
• ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى
• ( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى )
• تصدى له لدعوته للإسلام .
• إذاً :◄ هو ذكر الغيبة إكراماً لرسول الله تعالى
• ( عَبَسَ وَتَوَلَّى )
• والتفت في الخطاب إكراماً له ،
• كان منشغلاً بالدعوة فعاتبه عتاباً ،
• ( فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى )
• هو تصدى له لدعوته للإسلام وليس لأمر من أمور الدنيا
• إذاً :◄ هو كان منشغلاً بأمور الدعوة وحاملاً همّ الدعوة
• فلم يقل له •←• ( عبست و توليت )
• ثم إشعاراً له وإن كان •←• خِلاَف الأولىّ
• لكن كان منشغلاً يحمل همّ الدعوة .
• فإذاً :◄ عاتبه ربنا سبحانه وتعالى
• وفي الحالتين كان فيه إكرام لرسول الله تعالى
• لم يقل له •←• ( عبست و توليت )
• حتى لما قال •←• ( أما من استغنى فأنت له تصدى )
• ليس ذماً وليس عتاباً شديد اللهجة
• لأنه ( صلّ الله تعالى عليه وسلم ) كان منشغلاً بأمور الدعوة
• وكان يريده أن يزّكى ،
• أما هذا الذى هو ( الأعمى ) مسلم من المسلمين
• مقدور عليه يمكن أن يستدعيه لاحقاً ويجيب على سؤاله
• أما الآن فقد حانت فرصة لدعوة هؤلاء
• وهذا الظرف لا يحين دائماً .
♣ سؤال :◄ فى إستعمال كلمه ( أعمى ) ؟
• إستعمل كلمة •←• ( أعمى ) إعذاراً للرجل السائل
• أنه هذا معذور •←• ( أعمى )
• ولو كان رأى رسول الله تعالى مشغولاً لما سأله .
• هو لو كان بصيراً لما سأل رسول الله تعالى
• لأنه كان رآه منشغلاً ولم يسأله وجاء في وقت آخر .
• فالآيات فيها غاية الإكرام لرسول الله تعالى
• ( عبس وتولى ) •←• يتكلم عن غائب
• وهي أكرم من •←• ( عبست و توليت )
• استخدام ضمير الغائب أكرم من المخاطب
• إذاً :◄ الإكرام في الإلتفات في الحالتين
1 ــ إكراماً له في الغيبة ( عَبَسَ وَتَوَلَّى )
2 ــ وإعذار له في قوله ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى )
♣ إذاً :◄ التحول من ضمير الغيبة إلى المتكلم
ومن المتكلم إلى الغيبة •←• يُسمى ( الإلتفات )
• ويَذكُر عموماً هناك أمر عام في الالتفات
• أنه •←• لإيقاظ النفس لأن تغيير الأسلوب يجدد نشاط السامع
وينتبه أن الخطاب كان عن غائب ثم تحول إلى حاضر ،
• هذا أمر عام في الالتفات أنه •←• يثير انتباه السامع ويجعله ينتبه
♣ مثال :◄
• ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) •←• يتكلم تعالى عن نفسه سبحانه
ثم قال •←• ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) ولم يقل فصلّ لنا
• إذاً :◄ هذا إلتفات .
• كل مسألة في القرآن فيها إلتفات عدا هذا الأمر
كونه لتنبيه السامع فيها أمر .
♣ سؤال :◄ لماذا التفت في قوله تعالى :◄
• ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) ؟
• الصلاة للرب و ليس للمعطي ... صح ؟
• لو قال فصلّ لنا •←• أي لأننا أعطيناك .. إذاً ( صلّ )
• حتى لا يُفهم أن الصلاة من أجل العطاء
• أى •←• لمن يعطي
• لكن الصلاة للربّ •←• سواء أعطاك أو لم يعطيك .
• الصلاة ليست للعطيّة و إنما من باب الشكر
• فالالتفات في كل مسألة في القرآن له غرض .
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي