نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



شذرة لغوية
اشتَهَر / واشتُهِر
كان العلامة الفقيه الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله يخطِّئ استعمال الفعل (اشتُهِر) بالبناء للمفعول (بضم التاء وكسر الهاء)، ويرى أن الصواب فيه (اشتَهَر) مبنيًّا للفاعل (بفتح التاء والهاء).
وحُجَّته في ذلك أن الفعل (اشتَهَر) لازم غير متعدٍّ!
(انظر كتاب "مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين" للدكتور عبد الناصر أبو البصل، حاشية ص115).
وما ذهب إليه الشيخ الزرقا رحمه الله خطأ.
1- نصَّ الزمخشري في "أساس البلاغة" على (اشتُهر) قال: شُهِرَ بكذا واشتَهَرَ به واشتُهِر...
وأوردته المعجمات المعاصرة: "المعجم الوسيط"، و"المعجم الوجيز"، و"المعجم المدرسي" لأستاذنا محمد خير أبو حرب، و"المعجم العربي الأساسي".
2- إن الفعل (اشتَهَر) استُعمل لازمًا ومتعدِّيًا.
نصَّ على ذلك أهل العربيَّة، منهم: الجوهري في "الصَّحاح"، والرازي في "مختار الصحاح"، وابنُ سِيدَه في "المخصَّص" وفي "المحكم والمحيط الأعظم"، والزمخشري في "أساس البلاغة"، والفيروآبادي في "القاموس"، والزَّبيدي في "تاج العروس".
قال الزَّبيدي: (واشْتَهَرَه فاشْتَهَرَ) أي، يُستعمَل لازمًا ومتعدِّيًا، وهو صحيح.
وكذلك نصَّ كتاب "إحصاء الأفعال العربية في المعجم الحاسوبي" ص342: على أن الفعل لازم ومتعدٍّ. وهو من تأليف أساتذتنا: مروان البواب، ود. محمد مراياتي، ود. يحيى مير علم، ود. محمد حسان الطيان.
قال الأستاذ محمد العدناني رحمه الله - وقد بسط القول في المسألة - في "معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة": (والأفعال المتعدِّية تُبنى للمجهول، دون أن تُضطرَّ المعجمات إلى ذكر ذلك. ولو شذَّ الفعل المتعدِّي (اشتَهَر)، لذكرَت كتبُ اللغة ذلك).
ومن ثَم صحَّ قياسًا بناء الفعل للمجهول فيقال: (اشتَهَر واشتُهِر)..
وانظر ما كتبه أستاذنا صلاح الدين الزعبلاوي رحمه الله في الموضوع في كتابه "معجم أخطاء الكتَّاب"، وقد قصَّر في تتبُّع المعجمات التي أوردت الفعل (اشتَهَر) متعدِّيًا، فلم يذكر منها سوى "المخصَّص" و"الجاسوس على القاموس".
هذا، والله تعالى أعلم.