مَعينُ الأمَل

أيُّ المثاباتِ بعد الآن نقصدُها ؟
قد ضاع ما ضاع مثناها ومفردُها

وأيُّ قدْرٍ ، وثوبُ الذلّ فاضحُنا
بل أيُّ مقدُرةٍ قد صحّ مقصدُها ؟

فانشُدْ – هديت – حمى الإجماع مُتّثقًا
بذاك أوصى مغانينا مُحمّدُها

مناهجُ الفكرِ طول الدهر تخبرنا
أنّ الصراعَ حضاريٌّ يُهدّدها

قِوامُه دجلٌ ما انفكّ ينشرُهُ
غرْبٌ حقودٌ لدنيانا يهوّدُها

إن شئتَ أو جدلٌ يتلوه منسلخًا
عن كلّ أجندةٍ يُنبيكَ مَعبدُها

حضارة الشرقِ يا ابنَ الشرق معرفةٌ
فهل سقاك عبيرَ الحبّ " جُنبدُها " ؟

فسلْ هواك ، وسلْ يا صاح أندلسًا
وكم أظلّ روابيهم تودّدُها

عَرْفًا يبثّ الندى من طيبةٍ عبقت
ومنه بغداد بيّانا تبغددُها

لكنّهم جحدوا ، فاستخربوا أممًا
وأمّتي رغم حزني طاب موردُها

فإن رأيتم زماني الآن معتكرًا
وغاب عن زمر الفادين مَشهدُها

فصابروا واصبروا ، آمالنا أزفت
ولاح من سِدرة العشّاق مُنجدُها

هذي بدايتها ، فارقبْ عواقبها
ولن تملّ جراحات الردى يدُها

فانهضْ أخيّ لقد آبت ولادتها
وغرّدت – كي تردّ الظلم – أكبدُها

عهدُ السعاد نادانا برونقهِ
عهد الحبيب ، فللأيّام سؤددُها

ولا يغرنّكم – يا أهل قِبْلتنا –
تقلّب المِلّة الموبوء معهدُها

فإنّ لي أملاً حلوًا يقول لنا
غدًا عساكرهم بالنور نطردُها

نسود بالود ، والأخلاق باهرة
هنا الربوع يُناجينا توحّدُها

يكون للناس قَدْرٌ حينها وترى
كلّ الفروع أصولاً راق موعدُها

وحينها تبتدي آلاءُ عزّتنا
يُثقّفُ الذات بالحسنى مجدّدُها

هناك ينهار صرح الغرب تلعنه
نفائس الأنفس الماضي مُهنّدُها

هناك تدنو من الأقصى ركائبنا
وحومة المجد من قلبٍ نُمجّدُها

وتستفيق عيون الشعر حاملة
قصائدًا للورى بالنصر نُنشدُها