أرجو المعذرة
محاسبة فقيرة بموردها، غنية بأمانتها وطهارتها ، تساعد أهلها بما يتبقى لها من راتبها الميسور، وتقدم لرب عملها آلاف الدراهم كل يوم مما تجنيه من الزبائن، دون أن يحاسبها بدقة، ثقة بها.
خرجت ذات يوم قائظ ، في قائلة الظهيرة بعد تقديم الغلة، مسرعة تتقي أشعة الشمس، بالهرولة تحت الظلال المتفرقة ، وبعد ساعة عادت مسرعة لتدرك وجود رب عملها قبل خروجه، الذي ذهل من رجوعها مستغرباً ووجهها محمر والعرق يبلل ثيابها ، قائلة لقد اكتشفت هذه الدريهمات في حقيبتي.. فآلمتني كثيراً وخشيت ألا أتمكن من القدوم غداً فأرجو المعذرة ... لم تعد تهمها الشمس المحرقة بعد ذلك ، فقد عادت إلى بيتها تحت ظلال الضمير الوارفة المنعشة.