نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


Mohamed Ali

يقول مارك توين:- لا تجعل التعليم المدرسى يعيق تعلمك الحقيقى .

جريمة الأباء و أسطورة المؤسسة التعليمية (المدرسة)

يستهلك الإنسان ما يقرب من العشرين من أهم سنين عمره فى مؤسسات التعليم , يبدأ فيها بسؤال (لماذا تأخذون مني العابي لأذاكر ؟ لماذا أذاكر ؟ )

تذاكر لكي تفهم !

تمر السنين حتى يبدأ المسكين يدرك أن المذاكرة لم تكن للفهم بل للنجاح فقط , لأنه يُدرك أن من يحفظ ينجح كما أنه من يفهم ينجح بل حتى من يغش ينجح , وفي اليوم الذي يهتف الطلاب (لا مذاكرة بعد اليوم لعب الكرة أهم أهم ) و يقوم البعض بتمزيق الكتب تُمزق المعلومات في رأسه كذلك .

فيسأل مرة أخرى لماذا أنجح ؟

تنجح لكي تعمل !

تمر السنين مرة أخرى و يبدأ بسماع كلمة واسطة و يكتشف أن أخوة أصحابه لم يجدوا عملا الا بالواسطة و إلا فمرحبا بك في طابور الناجحين خذ دورا و انتظر .

ثم إذا سأل لماذا أعمل ؟

تعمل لتعيش !

تمر السنين و يجد أنه لا يعمل ليعيش لأن الكل يعيش مهما كانت ظروفه المادية , فيكتشف أنه يعمل لسبب أخر و هو الاستهلاك كما يأمره التلفاز و الاعلان , استبدل سيارتك القديمة بالمرسيدس و هاتفك القديم بالجديد .

اختصارا ( نحن المجتمع الذي يدخل مدرسة لا تعلم شيئا , لنبحث عن وظائف لا وجود لها لنشتري أشياء لا نحتاجها )

إن كانت هذه الحال , فما هي المؤسسة التعليمية ؟

يقول "Ivan Illisch" ان المدرسة هى المؤسسة الاعلامية التى تجعلك تؤمن أنك تحتاج للمجتمع كما هو .

نعم انها المؤسسة الاعلامية العسكرية التي تضبط الفرد ليقبل بالمجتمع كما هو و لا يرى له بديلا .

من الثامنة صباحا تقوم بتحية العلم - ممنوع الوقوف إذا كان الأمر الصادر بالجلوس , و ممنوع الجلوس إذا كان الأمر بالوقوف , ممنوع الكلام أو شرب المياه أو الذهاب للحمام إلا بإذن .

لك أن تتخيل ابنك وهو يسألك "بابا ممكن أدخل الحمام " !!

التصنيف كالجنود على حسب العمر (المراحل الدراسية) , على حسب الفئة ( الخاص و العام)

الكل يجب أن يحفظ و إلا فهو فاشل فلا مجال للإختراع أو الابتكار ممنوع الخروج عن الإطار , فبعض الطلاب بالفعل يكون كالسمكة التي حُكم عليها بالفشل لأنها لا تقدر على الطيران !

يرى لوبون ان التعليم - فى عصره (1896)-لابد ان يستبدل بالتعليم الحرفى الذى يطلق العنان للعقل و الفكر ومن خلاله يتم تعلم الحساب و الكيمياء و الزراعة و الصناعة و كل شئ بدلا من أن يفنى الطلاب أعمارهم فى حفظ مواد من كتب تصلح لتكون قواميس استشارية اكثر منها مادة تعليمية , و بعد الحفظ الممل لا يمر أكثر من شهر حتى ينسون ما حفظوه , فلقد كلفهم المعلمون فوق طاقتهم , حيث يكون الطلاب جالسون على الكراسى أو واقفون امام اللوحة طيلة سنوات دراستهم , وبما أن مكتسباتهم المعرفية عديدة أكثر مما يجب و ثقيلة أكثر مما يجب فإنها تتبخر من عقولهم و لا يعوضون عنها بمعارف أخرى فقوتهم العقلية تدهورت و النشغ الخصب جف و نضب , و يموت إنسان المعرفة ليبعث إنسان اخر مصنوع مدجن يتزوج مستسلم للدوران فى حلقة مفرغة الى ما لا نهاية ينغلق داخل وظيفته الضيقة .

فكيف بهذا العصر الذى لا يدرى فيه المدرسون شئ أكثر من الكتاب الذى يدرسونه , هذا إن فهموا ما فيه .

إنها جريمة في حق أبنائنا و الكل فيها اشترك الا من رحم الله .