وفي باب مشاركة المرأة في الفنون والآداب
كتب الاستاذ ظافر نحاس: إن تقصير فقهاء مصر في زمن النهضة الفنية، فسح المجال للفسقة من الاستيلاء على قطاع كبير هام مؤثر وناشيء مما أدى إلى خسارات كارثية في حق النهضة الإسلامية......

وللذين يطلبون موقفاً واضحاً في مشاركة المرأة في الفنون.... أقدم رابط كتابي: المرأة بين الشريعة والحياة.....
وقد أثار هذا الكتاب عاصفة من الجدل في طبعته الأولى وخاصة خلال الانتخابات ... مع أنه طبع قبل الانتخابات بسنتين أو أكثر ولم يظهر اعتراض من المشايخ بل ظهر تأييد وثناء، على كل حال القصة صارت من الماضي وقد طبع الكتاب بعد ذلك نحو سبع طبعات.... ولا يزال بحمد الله يسهم في إغناء ثقافة تحرر المرأة من قيود الجهل، ودعوتها للمشاركة في العلوم والفنون والآداب، والمحافظة على الأسرة والعفاف......
ومنه هذا الفصل بعنوان:
...........
المرأة تغني أمام الرجال غناء ملتزماً بالفضيلة والعقيدة:
عن عائشة قالت: «دخل علي النبي وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي فأقبل عليه رسول الله فقال: دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا». ( )
وفي رواية أخرى قال لأبي بكر: ((يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا)).( )
وفي رواية أخرى قالت عائشة: وعندي جاريتان تدففان وتضربان.( )
وقد ورد حديث غناء الجواري وضربهما بالدف أمام النبي الكريم أكثر من اثني عشر مرة في صحيحي البخاري مسلم وأكثر من خمسين مرة في الكتب التسعة، وأشار ابن حجر العسقلاني في كتابه الإصابة إلى المغنية، وترجم لها باسم: حمامة المغنية.
وعلى الرغم من هذه الروايات المتواترة الكثيرة فإن دلالات هذا الحديث تبدو غير موجهة في عمل كثير من الفقهاء، وظل غناء المرأة الملتزم مطارداً كأنه سبة أو عار، وتم إغلاق هذا الباب بضراوة الأمر الذي فسح السبيل أمام فن منحط لا يبالي بالقيم ولا بالفضائل، ولا يتورع عن فعل أي شيء في سبيل إثارة الغرائز.
ـ عن الربيع بنت معوذ قالت: جاءنا رسول الله فدخل علي غداة بني بي ـ يعني يوم زفافي ـ فجلس على فراشي وجويريات لنا يضربن بدفهن ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إلى أن قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد فقال لها النبي ((أمسكي عن هذه وقولي التي كنت تقولين قبلها)).( )
ـ وعن ابن عباس قال: «مر رسول الله بحسان بن ثابت ومعه أصحابه عند سماطين، وجارية له يقال لها سيرين تختلف بين السماطين وهي تغنيهم فلم يأمرهم ولم ينههم».( )وقد أطال ابن حزم في المحلى في الرد على من منع المرأة من الغناء وأورد عشرات الأدلة على جواز ذلك.( )
وأخرج الطبراني من حديث عائشة أن النبي مر بنساء من الأنصار في عرس لهن وهن يغنين:
وأهدى لها كبشاً
تنحنح في المربد

وزوجك في البادي
وتعلم ما في غد

فقال: لا يعلم ما في غد إلا الله.( )
وعن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة هل معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو)).( )
وفي رواية قال: ((هل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني؟ قلت: تقول ماذا؟ قال: تقول:
أتيناكـم أتيناكـــم
فحيانــا وحياكـم

ولولا الذهب الأحمـر
ما حلـت بواديكـم

ولولا الحنطة السمراء السمراء
ما سمنت عذاريكـم( )

ثم قال: أدركيهما يا زينب، لامرأة كانت تغني بالمدينة)).
ومن المعلوم أن هذا الغناء والدف كان في براح المدينة بحيث يراهن الرجال وهن يزففن الفتاة إلى زوجها.
وهذا رابط الكتاب:

http://www.4shared.com/office/Ij7W02JH/___.html