أصدقائي....
فقرة مهن الشام إن شاء الله تكون عم تعجبكون.... ومهنة اليوم هي:

كــعــيــكــــاتـــي

هو بائعُ الكعك المعروف بدمشق بـ "الشُّرك" بضمِّ الشين وفتحِ الراء، والخلاخيل، والبقصماط المُجفف، وهو المعمول من طحين الحنطة، فأما طحين الشُرك، فيضعونَ معهُ جزءاً من المحلب والمصطكي وماء الزهر، ومن الأغنياء من يضعهُ على حسابهِ عند صانعهِ، ويضع لهُ جزءاً من المسكِ، وهو لذيذٌ جداً.
والخلاخيل، بعد عجنها، وتقطيعها يدهنون سطحها باليانسون وحبّة البركة، ويشوونها بالفرن، ثم يضعونها في مكبات كبار من خوص (أقفاص) ضمن حوانيتهم، ولهم سوقٌ مخصوص عند سوق البزورية يبيعونَ من أراد.
وغالبُ تجارتهم هذه تروج على أهلِ القرى والفلاحين، إذ يشترون من الكعك والخلاخيل كثيراً، وتروجُ جداً في زمنِ سفر الحجاج، خصوصاً على الكعك والبقصمات.
وصاحبُ هذه الحرفة يُطلقُ عليهِ الكعيكاتي.
ويوجد أيضاً في دمشق نوع من الكعك يُعرف بكعك السمسم، يُدهن بالدبس، وهذا لا يُؤكل إلاّ صباحاً، وهو ساخن ويطوفُ باعتهُ بأطباقهِ من الصباحِ إلى الصحوة (الظهيرة). وإذا جفَّ وبقي لثاني يوم، بل للمساء أبتهُ النفس، بخلاف الشركِ وغيره، ويُعملُ هذا الكعك بالأفران: فبعدَ عجنهِ وتقطيعهِ يضعونَ عليه السمسم، ويدخلونهُ للفرن حتى إذا استوى أخرجوهُ يرشونَ عليهِ الدبس.
ويوجد نوع من الكعك مبروم، هو أيضاً بعدَ عجنهِ يبرمونهُ، ويُدخلونهُ للفرن، وهو بدون دبس، وبعد ذلك يبيعونهُ على من أرادَ من المتعيشة، وهم يضعونهُ ضمن فرش من خشب، ويدورونَ في أسواق وأزقة البلدة، ومجتمعات الناس، طول النهار، يبيعونهُ لمن شاء.
يبلغ رطل الشرك الشامي من خمسة إلى ستة قروش، والكعك الخلاخيل انقص قيمة من الشرك بقرش أو نصفه، وأما البقصماط فيُقطّع قِطعاً مربعةً ثخينة، ويبلغُ قيمة الرطل منهُ أربعة قروش....
وهي حرفةٌ مهمة، وأهلوها كثيرون، تنتجُ ربحاً متوسطاً.
ولا ننسى أن بعض عائلات دمشق من يحمل لقب (الكعيكاتي) ومنهم الفنان القدير فهد كعيكاتي أبو فهمي رحمه الله.

*****

باسل


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي