التنكير عند الأستاذ بلعيدوني:
ورد في بحث:التعريف والتنكير في الدراسات القديمة تفاصيل جديرة بالتوقف:
(العدد 562 من مجلة المعرفة تموز 2010:
إن الدرس النحوي في علم اللغة العربية القديم كان يتميز بالولوج العميق في خصائص قيام اللغة بوظيفتها وبالترابك المنطقي لطرق التحليل اللغوي.
وقد جاء حسب قول أستاذنا في الصحاح:
نكر في الصحاح:ضد المعرفة ,وقد نكرت الرجل واستنكرته ,وأنكرته بمعنى قال الأعشى /من البسيط:
وأنكرني وما كان الذي نكرت=من الحوادث إلا الشيب والصلعا
قد نكره فتنكر ,أي غيره فتغير إلى مجهول وجاء في أساس البلاغة :أنكر الشيء ونكره واستنكره,وقيل نكر أبلغ من نكر بالقلب وأنكر بالغبن,وورد في اللسان الجزء 14 ص 272 ونكره وينكره نكرا.
فهو منكور,واستنكر فهو مستنكر,والجمع مناكير ,عن سيبويه ,قال أبو الحسن:وإنما أذكر هذا الجمع لأن حكم مثله أن الجمع بالواو والنون المذكر وبالألف والتاء في المؤنث ,والنكر والنكراء ممدود:
المنكر وفي التنزيل العزيز:لقد جئت شيئا نكرا.
قال الشاعر الأسود بن يعفر/من الكتقارب:
أتوني فلم أرض مابينوا=وكانوا أتوني بشيء نكر.
تعريفه اصطلاحا:
تدل النكره على اسم دال على شائع في جنسه وعلامتها أن يقبل الاسم "أل" وأن يؤثر فيها التعريف بمعنى أن دخولها عليه يجعله معرفة أو يكون مثل ذي بمعنى صاحب و "من" و"ما" الشرطيتين لوقوعهما موقع أنسان ,وكذلك صه ومه منونتان فإنهما لا يقبلان "أل"
ولكنهما تقعان موقع مايقبلهما وهما:سكوتا وانكفافا ,والتنكير هو جعل المعرفة نكره أي جلب الشيوع للاسم بعد تعيينه.
ويتحقق ذلك:
بإبطال ندائه:كتاب محمد
بالجمع: والتثنية :محمدان ومحمدون
التنكيلا تنوينا:يسمى التنوين تنكر:كتنوين سبيويه المبنية.
وبالنكره والصفة والموصوف ,وهي عمدة في كلام العرب.
فالتعريف والتنكير كلاهما من أساليب البلاغة والتي من حق البليغ أن يضمهما في كلامه ,فقد يحسن تعريف كلمة في موضع لايحسن فيه تنكيرها ,بينما نرى العكس هو الصحيح في موضع آخر.
الأسباب الداعية للتنكير:
-إرادة الوحدة:وجاء من أقصى المدينة يسعى
-إرادة النوع:ها ذكر وإن للمتقين لحسن مآب
-إرادة التعظيم:فأذنوا بحرب من الله ورسوله.
-إرادة التنكير:أإن لنا لأجرا
-إرادة التحقير:إن يتبعون إلا الظن.
-إرادة التقليل:ورضوان من الله أكبر.
النكرة تؤنث وتغلب على المعرفة إذا اجتمع في جملة تنكير مع تعريف مثل قولنا:أقبل رجل وزيد ضاحكين:
فضاحكين جاءت منصوبة على حال لابدل ذلك جاء من النكرة ولم يأت مرفوعا على الوصفية,ولكل من التعريف والتنكير مزاياه وإلا استويا في الاستعمال.
ويعترف النحاة الغربيون مثال:
ريمون لول:Raymond Lulle
وج .ك سكاليجر:J.C Scaliger
بآثار النحاة العرب وخاصة باسبانيا,ويعتقد بأن مفهومي الجذر:Racine والتصريف Flexim قد اقترضا من النحاة العرب.
ريمه الخاني 5-2-2014