بين الإيقاع والعروض :
من خلال دراساتي في العروض العربي وقفت على الإيقاع العام للبيت والإيقاع الثنائي فيه ، وأدركت أن معرفة الإيقاع أهم من معرفة موسيقا التفعيلات ضمن نسق العروض أو البحر .

وقد درس السيد إبراهيم محمد قضية التثنية في اللغة وربطها بالمصطلح الإنكليزي (( ميكانزم )) ورأى أن العربية تنطوي على مبدأ فكري فيها يهيئ لكل اثنين مختلفين أو متفقين هذا الحق في الانضمام معا على أي نحو كان ) وهذا يعني... أن اللغة تحوي على طاقة ثنائية كبيرة ، ولقد كان الإيقاع الثنائي فنا عربيا أصيلا تألق به كبار الشعراء أمثال امرئ القيس وطرفة وزهير .وتظهر جماليته في القرآن الكريم ، وقد تنبهت إلى أن الخليل قد اكتشف البحور من خلال الإيقاع لاسيما باعه الطويل فيه وقد ألف كتابه في النغم والإيقاع ، ويلوح لي أنه رحمه الله قد زاوج بين الوزن الصرفي الذي يذهب إلى بنية الكلمة المفردة وبين الإيقاع الذي يذهب إلى وزن التفعيلة من أكثر من كلمة وينتظم به الشطر والبيت .
إن اتباع الطريقة الصماء في قراءة البيت واستخراج التفعيلات كتابة أو وزنا صوتيا دون مراعاة الإيقاع والزحافات والعلل الناتجة عن التوقيع الثنائي هو عمل لافائدة منه وربما يخرب الأذن الموسيقية ويخْرجها إلى إذن عروضية مقولبة بحدة التفعيلة وليس انسيابية اللحن.
الدكتور عبد الحق حمادي الهواس:
http://www.tobad.net/vb/showthread.php?p=118075#post118075