غياب المشروع الثقافي الوطني في الأزمة السورية
يقاس صمود أية أمة في مواجهة التحديات التي تمر بتاريخها الحضاري والأنساني والسياسي والأقتصادي بصمود د شعبها من مثقفين ومبدعين وأدباء حيث لايختلف صمود الجندي في ساحة المعركة دفاعا عن الوطن وأرثه الحضاري عن صمود المثقف والمبدع والفنان في مواجهة الإرهاب والقلم شريك البندقية في مواجهة التحديات ولطالما شكلت ثنائية القلم والبندقية نموذجا رائعا في حب الوطن ولكن ماخيب الآمال في المشهد السوري هو غياب أصحاب المشروع الثقافي الوطني في سورية حيث اختبأ هؤلاء خلف ورقة التوت التي مالبثت أن سقطت عنهم ليظهروا بمظهر الصغار الخائفين المترددين المتخاذلين والمتعاونين في بعض الأوقات مع أصحاب المشروع التكفيري الوهابي الذي ثقافته الحقيقية هي قطع الرؤوس وأكل القلوب هذا المشروع الذي سعى لقتل الروح القومية العربية في سورية الذي ارتضى هؤلاء أن يكونوا جزء منه في سورية العظيمة فمن يدعي انه صاحب مشروع ثقافي وطني ويساهم بصنع حضارة وطنه عليه أن يكون حاضرا في مواجهة التحديات لا أن يدفن رأسه بالرمل ويختار سياسة النأي بالنفس على غرار بعض الحكومات العربية فمن تغنى بالأمس بحب الوطن وأقاموا الندوات ونضموا المهرجانات الشعرية والغنائية سكتت حناجرهم بانتظار لعبة الغالب والمغلوب ليعلنوا الولاء من جديد وبالتالي مشروعهم الوهمي الذي لايتعدى المنفعة الشخصية في زمن الأستقراروعندما احتاجهم الوطن هربوا من الوطن باستثناء قلة قليلة اختاروا الوطن وأعلنوا مواقفهم الواضحة مما يجري في سورية اليوم من خراب ودمار وهجمة بربرية شرسة وعلى رأس هؤلاء الشرفاء المخرج العالمي السوري نجدت أنزور صاحب فيلم ملك الرمال فهل يبقى المثقف السوري يراهن على رهانات الخارج الخاسر أم يعود إلى حضن الوطن ويرد الجميل . جلال الطائي