جامعاتنا وجامعات إسرائيل والظروف الجوية

عبد الستار قاسم
11/كانون أول/2012

مع الأخبار حول تغير الظروف الجوية في بلاد الشام، واحتمال هبوب رياح عاصفة وسقوط ثلوج على قمم الجبال، استنفر الفلسطينيون نفسيا، وبدأ العديد منهم يتحسب لليوم الذي يصل فيه المنخفض الجوي الذي طال انتظاره. فالناس في فلسطين اشتاقوا للأمطار بسبب الانحباس الذي شهدوه في شهر تشرين ثاني وبداية كانون أول. وقد ركز خطباء المساجد في الضفة الغربية وقطاع غزة على الأدعية التي ترجو الله أن يرسل الأمطار، وأقاموا صلوات الاستسقاء في المساجد والبيوت ومختلف أماكن الصلاة.

لكن المتتبع للأمر في الضفة الغربية يلمس نوعا من الهلع وقد أصاب عموم الناس، تدفقت أعداد كبيرة إلى الأسواق لشراء المواد الغذائية وكأن المجاعة على وشك أن تحل بالعالم، وأخذ الناس يتداولون حول دوام الموظفين والمدارس والجامعات وكأن الثلج سيتراكم على الطرقات بالأمتار. وقد تابع الناس مساء يوم الثلاثاء الموافق 10/كانون أول الفضائيات الفلسطينية لمعرفة القرارات الرسمية بشأن تعطيل الدوام من عدمه.

المهم في الأمر أن بعض الجامعات مثل جامعة النجاح قررت تأجيل الامتحانات النهائية، والتربية والتعليم قررت تعطيل المدارس أو إعطاء المديريات حرية اتخاذ القرار بالتعطيل، والعديد من الأهالي قرروا ألا يرسلوا أبناءهم إلى المدارس يوم الأربعاء. وقد لاحظت جدلا قويا حول هذه المسألة وكأن فلسطين مقبلة على حرب ضروس، أو أصابها زلزال مدمر.

ماذا عن إسرائيل؟ لم نسمع أن إسرائيل تناقش تعطيل المدارس و الجامعات. المسألة ليست مطروحة للنقاش عند الإسرائيليين، فالأمطار وتقلبات الأحوال الجوية سمة من سمات المناخ في فلسطين. وهذا هو الفارق بين المنتصر والمهزوم. المنتصر يصر على العطاء والاستمرار في الحياة تحت كل الظروف، أما المنهزم لم يكن ليكون منهزما لو كان يصر على التحدي وتحمل الصعاب. عندنا في فلسطين: المنتصر يريد أن يعمل، والمهزوم يريد أن يتمغط ويتمطى، وهكذا هو الأمر في كل العالم.

عندنا مشكلة وهي ليست خافية علينا: نريد التعطيل إن ارتفعت درجة الحرارة، وكذلك إن انخفضت، وإن هبت رياح شديدة، وإن كانت الرياح رملية، الخ. وأذكر أن شوارعنا شهدت حظر تجول في إحدى الحالات التي شهدت كسوف الشمس. خشي الناس أن يصابوا بالعمى، وكأن أحدهم مجبر أن يبقى محملقا بالشمس إذا خرج إلى الشارع.

ماذا يقول العدو عندما يرى هذه التصرفات من قبلنا؟ بالتأكيد سيستهتر بنا بالمزيد. الأفضل لنا أن نبقى متوثبين حريصين على العمل والقيام بالواجب، وإلا فإن الهزيمة تبقى عنوانا لنا.

هنيئا لإسرائيل بهكذا عدو يحب أن يتدلع تحت الاحتلال.