التقيت بالمصور الفوتوغرافي الايرلندي جون وودورد في دمشق عام 2009 لأكون مترجمة فورية للقاء بينه و بين مدير دار النشر التي كنت أعمل بها
و عندما أخرج كاميرته الاحترافية المتطورة جدا ليريني بعض اللقطات لم أستغرب .. لكن عندما أخرج هاتفه النقال ليخزن رقمي انتابتني الدهشة فقد كان من النوع البدائي جدا و عندما عبرت عن استغرابي قال لي: أنا أستخدمه للاتصال الطارىء فقط و عندما أكون في رحلات تصوير أطفىء الهاتف نهائيا فأنا لا أحب أن أكون متوفرا طوال الوقت هذا شعور سيء."
و بعد مرور أعوام أذكر هذا الكلام جيدا كلما ابتكروا برنامجا جديدا للاتصالات و ينقبض قلبي و أشعر أن الهوة بيننا و بين الآخرين تأخذ في الاتساع.
هذه الاتصالات قضت على عناصر الدهشة و التخيل و الانتظار في قلوبنا . كنت أظنها ستقربني بمن يعيشون في الوطن من أهل و أصحاب لكنها حولتني إلى كائن صوتي لا يعنيهم مني إلا هذا الصوت ..و قضت على شوقي و كشفت أقنعة الجميع أمام الجميع فبدا الحاسد من المهتم من الحاقد من المشتاق ممن لا تعني له شيئا بحضورك أو غيابك .. بدوا جميعا على وجه التحقق الذي لم يكن على قدر التوقع
كل يوم يتعاظم يقيني بالحلم الذي أتمنى تحقيقه : بيت زغير بكندا ما بيعرف طريقه حدا .