ديوان الحنين

هل الليل متوج بالقمر
متشح باثواب السكون
وتحت أقدام العدم
أحسست روعة الكون الحزين
ماج قلبى وإبتسم لرقة النسيم
أسترجعت ما مضى وما خلفته السنين
فاضت أجفانى بعبرة
سميتها الحنين
امير المنشاوى



أحببتك

أحببتك يا نبض فؤادى
يا سحر الحلم بأجفانى
يا سهم غائر فى قلبى
يا رسم الطفل بوجدانى
يا نور أبدى لعينى
يا طيف ملاكى واحلامى
يا بسمة فجر وردى
يا شدو الطير بألحانى
أحببتك يا قدرى وأهوى
بألشوق تعانق كفانى
من قبل وجودك بوجودى
من قبل زمانى ومكانى
محوت حدودك بحدودى
ودعوت بكل الأديان
أن تبقى لى دوما ظلى
وأهيم بحبك ولهان
أحببتك كالحمل وديعا
كالطفل برئ الافكار
كالليل القمرى بديعا
كالصمت عميق الأسرار
وتذوب كلماتى خشوعا
فأزف اليك الأشعار
أسمع فى عينيك نشيدآ
فأغار عليك الأنظار
أحببتك معجزة كبرى
أحببتك فوق الابعاد
وحنوت عليك بضلوعى
فبرأت سقاما وسهاد
بوصالك تندمل جروحى
وتطيب وتشفى الأحقاد
مرتقب ساهر يرمقنى
فأصيح بكل الأشهاد
أحببتك يا فجر عيونى
يا قمر غاب وقد عاد



أشواق

اليوم يا حبيبتى الشوق فى انتظار
وفرحة بمهجتى ترقب النهار
فالجفن ساهر والنوم فى احتضار
وأحلام بمقلتى تلهو كالصغار
فالليل ساحر والبدر فى منار
وفكرى سابح بلجة الأفكار
غدا سالقى حبنا ياروعة الايثار
هذه حبيبتى ليلة الاشواق
ونشوة بداخلى وبهجة الأعماق
غدا سأهفو ثم أدنو للعناق
فعطر مخملك أريجة باق
وطائرى مكبل يطوق للأنطلاق
هذه صغيرتى إنشودة العشاق
فاعلمى أن الهوى تذيدة الأشواق



إغتيال حب

قتلناك يا قبلة الأوفياء
ذبحنا هوانا محونا الضياء
أذقناه ذل أسير آثم
تخلينا عنه بجسر الرجاء
ولاح بدربك ألف رسول
يلوك الحكايه ويمحو الصفاء
ويزعم نصحا يقول نفاقا
تلاشى الوضوح وتاه النقاء
بكيناك يا قدر فى خطانا
كذبنا على الصدق والأصدقاء
سرقنا الحقيقة من كل عين
وبعنا ضمائرنا للهواء
قتلناك أنت رفيق السراب
وصلى بصدرى شوقى وتاب
أسفناك يا أمل قد رمانا
على الشوك نخطو لنطوى العتاب
رسائلنا مزقتها يدانا
دفنا الحنين بأرض العذاب
تداعت الينا أطياف ذكرى
تنوح بما قد واراه التراب
ومارد الموت يسعى الينا
خلف السكون وبين الشعاب
يبعثر فى مقلتينا النجوم
ويسحق فى ناظرينا الشهاب
قتلناك قتل العليل الضرير
وسقناك دفعا ليوم المصير
ضلت رؤانا وتاهت خطانا
عن الدرب حدنا فاين المسار
بهتا أتينا فكيف أرتضينا
زهو عنيد مريض كسير
قتلنا هوانا وئدنا صبانا
بكينا لظانا بهجر مرير
زعمناك وهما وعشنا سراب
حلما ذليل بليل حقير
هدت قوانا وتبت يدانا
حتما سنلقى عذاب السعير



الجوزاء

قل للذين افتروا الجوزاء بالكذب
هذا حبيبى وفاء إلى الأبد
مرت ليالى وأنت لى أمل
وغدى النهار وأنت فى خلدى
وأرى النجوم بعينيك ساجدة
وألمح الفجر فى كفيك عن قرب
إليك تسبقنى الخطا دوما
يا شعر تحنانى وأمنيتى
جئتك أشكو النميمة ساخرا
وأعفو لأجلك كل مرتقب
متى أتهمت فقالوا اليك كذبتهم
بهتا وزورا وأحقاد لها عجب
فكونى صلاة وتسبيحا يطهرنى
وصونى عهودى يا قبلة الحب


الرسالة

كتبت اليك رسالة
حروفها إشتهاء
مضمونها حثالة
كلماتها بغاء
وورقها نخالة
مطلعها نداء
وكأسها نذالة
وخمرها شفاء
وقلمها سفالة
مدادة إرتواء
أشرح فى عجالة
وألعن الجفاء
تشعلنى رغبتى
ووضاعتى الهوجاء
تثملنى حقارتى
فأنسل فى الخفاء
فأبيت فى خدرها
لأجزل العطاء
يسكرنى عطرها
وثغرها الغوغاء
فأتوه بسحرها
وروضها الغناء
ويطول عطائها
فاغدق الرجاء
وينوح توسلى
لأعود بالمساء
غدا يا مهجتى
سأعود بالمساء
أكتب الرسالة
لأبوح بالوفاء




الصبا

سهر الصبا يراقص
هذيان المشيب
داعب الاحلام بليل
مفتون الخطوب
وعين كاحل ترنو
على رهف وترقب
لحظات الغروب
والقلب يوجعه الكروب
وتمد يدا لاضلع تمحو
خفقان الوصب
والنبض يدعى
ليستفيق ويستجب
مازال للصبا سحر
لقلب قد وثب
يرشف قطرات الحسن
بوجه الزمان وينتحب
سهر الصبا يداعب
احلام الظنون
بليل حالك الظلمة
غجرى مجنون
وتراقص الوهم الوثنى الكافر
لحنين شباب ظامئ مفتون
باع الاحلام لنجم ساهر
دعاه ولبى لحميم ملعون
فجر بدائع رغبة ساحر
وإنفلت زمام شوق مكنون
وغدا يسطو على قلب ناخر
و نبض عشق لعجوز مشجون
وهن القلب كثر الخطايا سكير
بخمر أنثى لم تعد بالكون




القطار

إليك عنى
أغلقى نافذة القطار
قد مضى زمن التمنى
وبراءة أحلام الصغار
وغدى يومى كأمسى
لا يطيق الإنتظار
علمينى كيف أنسى
كيف اقبل الأنكسار
كيف تشرق فى عيونى
شمس غد الأنهيار
كيف تسحقنى شجونى
بعد ما مات النهار
بالأمس كان حبنا
جبار فخار
بالأمس كان ظلنا
ليل لألف نهار
بالأمس كان حبنا
طفل من الاخيار
بالأمس كان عهدنا
سر من الأسرار
وعدنا لنجد الدفوف
تدق والمزمار
وقيل أن حبيبتى
تزف للديار
ديار من ذا الذى
الستار أسدل
وقتل الحب وليدا
سيفة البتار وأغمد
وغدا الفكر ذبيحا
ضائعا ضالا
يأبى الحوار
وسؤال جال
بأركان الأرض
فى ذلة واحتضار
أين ديار قد بنينا
فوق ربوع الخيال
وسماء أنكرتنا
سخر القمر بنا
ولى وأستدار
أين نشوة قلبينا
ضعفت أستكانت
ياللعار
أي حب ندعى
وملء قلبينا غبار
أى وهم عشنا به
نطلق له الأشعار
وخيال من هوان
عبث بأحلام الصغار
وأطلقنا الحب
لفاظا لا نعى أن
الحب للأحرار
إن تك أيها القلب حرا
ثر وعد للديار
فأنا مازلت أهواك
وطفلى فى انتظار
أعلم أن ندائى سدى
فأنطلق ياقطار
أمحو معالم قصتى
عبر السهول والقفار
وأنطق بأسم حبيبتى
وخداعها فى كل دار
فاليوم يوم عرسها
ورحيلها وغدا تزار
والزائرون واجمون
يحلمون بالنهار
فدعنى نديم ليلتى
فغدا لن يأتى النهار
قد مات طفل محبتى
وأسدل الستار



أنت منى

نعم حبيبى أنت منى
أنت ملء نواظرى
تجرى دمائك فى دمى
شوقا يطوق حاضرى
أصبحت لا أرى بالجنان
غير حسنك ساكنى
ولكم عشقتك فى كيانى
وفى خيالى الشاعرى
وفى كلامى وفى سكوتى
وفى أرتقاء خواطرى
رددت إسمك فى صباحى
وفى المساء الساحر
نعم حبيبى أنت منى
أنت الحنان الغامر
من ذا الذى يقصيك عنى
وبالحديث الناهر
ولقد رعيتك بالتمنى
وباللقاء الطاهر
وحفظت عهدك بين ضلوعى
وفى الوفاء النادر
رتلت حبك فى فؤادى
وفى غناء الطائر
وفى أبتسامة الزهور
وفى النسيم العاطر
نعم حبيبى أنت منى
أمل لغدى الناضر
فيك الحياة ومنك ذاتى
فيك الجمال الباهر
ولقد أودعت فيك عهدى
فكن لأسمى ذاكر





بصمه

بصمتى على قلب إمرأة
تجاهلت كل شئ عنى
تقطب حين ترانى
وبوجهها احمرار
أذنها ممتدة للسماع
لليمين ولليسار
تتتبع الحديث عنى
بفضول وانكار
عيناها تبرق بالزهول
لو إستدرجوها للحوار
فمها يتلعثم بالإخبار
عن سؤال أجابت
ثم غابت فى قرار
بصمتى على قلب إمرأة
تحلم تحاول وصلى
تشرد حين أمشى
تلملم بالنظرات رسمى
تبحث عن رجل مثلى
تذوب وتشتهى ضمى
تطعن برأسها صدرى
تمر فى شرايينى
تبحث فيه عن سكنا
لو حدثوها هامت
ثم غابت فى قرار





تسائل

فيما أطيل تسائلى أأحبها
أمسيت لا أرى بالجنان غيرها
أنشودة هى فى ضميرى وسحرها
سرالتلاقى وصفو نفسى بقربها
ظمأن أرتوى من شهد رضابها
متوسدا ثمر الربيع بصدرها
وأجن لو أمر إشتياقى عناقها
هى فى الفؤاد ونبع حسى عطائها
هى فى الأمانى الحسان ديارها
وأرى فى النجوم سنائها وبهائها
وأكاد أعشق فى النسيم رحيقها
إصغى لشدو الطير فى بسماتها
وأرى الزهور ضحوكة فى ثغرها
وأفئ بالحلم الجميل بظلها
فيم أطيل تسائلى أأحبها
قالوا تأمل إى حال حالها
أيقنت أن فى وصالى نعيمها
ووجودى لا معنى له بغيابها
صالحت أقدارى وأيامى بها
وسمعت همسا فى الفؤاد أحبها
فتهللى يا شطر نفسى ولحنها



تعاهدنا

وأنا المشتاق للقرب
وأفراحى بعينيك
وليل موحش الدرب
وقلبى فى الهوى باك
وجودى ليس يعنينى
مصيرى ليس ينساك
أرقرق فى الخطا دمعى
وألهث حول ذكراك
تعانق فى الدجى روحى
فأهتف سوف القاك
ويصرخ شوقى فى جنبى
فتهفو بالمنى ذاتى
بت أعانق الفجر
ألملم فيه الحانى
وأزحف بالمنى قربا
غريبآ عبر أيامى
ويسرى الكون من خلفى
نحيبآ ملء وجدانى
يدور العام فى أسف
عذاب طول نجواك
لا تسألينى عن غد
سيأتينى وأنساك
فماذا يرجى من غد
لقلب موصد شاك




تنائينا

وما كان بنا وجد
وكان الحب
خاطرنا ومأوانا
وكان الأمل يأخذنا
فيطعمنا ويهوانا
وكان الحلم أن نغدو
بتلك الأرض أحرارا
وأن ندنو وأن ندنو
وأن يبقى لنا دارا
تعانقنا بروحانا
بشوق ليس ينهانا
عن الروض الذى نبغى
وتلك الأرض بركانا
تراقصنا بسهدنا
وسحر القمر سامرنا
وأنغام بها نشدو
وأطياف بدنيانا
حمى القبلات تحرقنا
تأمرنا لكى نعطى
وأن نحيا لذكرانا
فإن طاف بنا وجد
وطاق الدمع عينانا
وإن شجت سرائرنا
تشاكينا بنجوانا
وماج القلب مبتهلا
فأبكيناه ليلانا



حبيبتى

رأيتك بقلبى حبيبتى
قمرا منيرا بالضياء
ينشر بهائك للورى
يشرق بزمن الأنقياء
سحر تغنى وإنحنى
لجمال حسنك والحياء
عرش الطهارة تعتلى
والنجم يسجد بالسماء
وطفولتك البريئة تنجلى
لعيون يملؤها الرجاء
أن تسعدى أن تهنئى
ويدوم وصلك باللقاء
نجم تألق فى السما
قمر تلألأ بالضياء
ناس توارت وإنزوى
أمل تبدل بالشقاء
وهن لكبر قد هوى
وعيون يملؤها البكاء
تطلب العفو والرضا
ترنواليك على استحياء
والقلب لا يهوى الوهى
فالحب سيف الأقوياء
والزمن الهزيل مضى
ولى تناثر فى الهواء
قد كان شيئآ باهتا
لايعرف معنى للوفاء
وغدا سياتيك المنى
شمس تدوم بالسماء
وربيع تزهو أزهاره
وطيرآ يغرد بالغناء
وأنت كما أنت بهجة
وهدية تهدى للنقاء





حطام

صحا القلب يوما
وعاد فنام
وأيقظ أعيننا المطبقات
لنجد حطام
خطا بالقدمين سريعا
وراح وغام
يطوف الدروب
يجوب السهول
ليجد حطام
دعا للسماء بلحن حزين
لما قد رجعنا
فبكت الروابى جداول خمر
وسال الغمام
وأثمل بالروح نبض يذوب
فنى وإنهدام
ألا أيها الحب أنى هنا
قلب كسيح
وروح مهان
وكنت أظنك أنت القوى
فأنت حطام




خائنه

أوتدمعين
وأنا ذبيح القلب
مبتور الرجاء
كيف ذاك يغدو وهما
وفتات ينثره الهواء
وعجيبا من أعاجيب الهوى
وحكايه من حكايات الشقاء
تتوحش الآمال فينا
والمال معبود النساء
العجز يسكن مآقينا
والرغبة تسرى بالخفاء
وإنكسار الحلم يكمدنا
والقهر وكر للبغاء
وأقسمنا للحب ظنآ
أن ما إدعيناه وفاء
مزقى كل الوعود وأنسى
قد ولى زمن الأنقياء
إرحلى مع النزوات وهمى
لم يعد بالأرض أنبياء
قولى ما شئت ثورى إنفعلى
فما تبقى من هوانا رثاء
إبكى كما تشائين وإنى
فما تخدعنى اليوم الدموع
قد صار حبك باليقين سرابا
وشجون تطوق للرجوع
وسهاد من جوانا وعذابآ
وبرئت أسقام الخنوع
قد لاح بالأيك طيرآ
للفجر يشدو للربيع
ينشر النور ضيائآ
يكفكف الدمع النقيع
يسكرنى رحيق هواه
يسكني حلمآ لا يضيع
وهويت أنت باللذات مع المجون
أنثى فاحشة فى فراش العابثين
فلا مهابة عندك
بفم الذئاب الجائعين
الطهر يشكو سفولك
وسفورغدرك للسكون
وحفاوتى تستقبح ذنبك
والخطايا والجنون
وفكرى يقتات غثاء ذكرى
وسؤال بغيابات الظنون
كيف ذاك يمضى عبثا
وصروفا من اكاذيب الفتون
وشظايا بقاياك تروى
ألآم أنثى لحب تخون



دخان

قلبى أنسجة من دخان
وزوارق فكرى أشلاء
وعيونك أسراب حمام
وإناؤك فارغ من مائى
وقتيلك قد عاد حطام
مفقود من جاء ليغزو
أو عاد ليظفر بالأنعام
شفتاك بالرغبة تعوى
والشوق بجنبى قد نام
والنبض لا يهوى عروقى
والنهد بصدرك سكران
نارك تلفحنى بوجهى
وصراخ عويل الحرمان
والنوم يداعب أجفانى
ورؤى لأشباح وظلام
وهمسك عذب يسكرنى
فأتوة بطرقات النسيان
وأعود بأنثى بارعة
بالحب تلوك الأحلام
وتطهر قلبى من رجس
تسكن فى عقلى وتنام



سحر

فى مألف السمر
عيون فتاة تدعى سحر
بريق جسور عطوف عطوف
كضوء القمر
وفم مستطيب بوجنة لؤلؤا
كدر البحر
تدانى وألقى نهى الكلمات
بصوت حذر
دعانى ولبى لشوق خفى
عميق الأثر
وعدت وفى النفس بعض الحنين
وبعض الفكر




شك

خطأ أنى أحببتك
خطأ يومآ تنسانى
ويقينآ أنى أحببتك
وسهاد أرق أيامى
وعذاب تحنانى لقربك
همساتك تحيا بوجدانى
القمر يباهى الليل بحسنك
والثغر الباسم يهوانى
وعيونى ترتقب مجيئك
والدرب يسائل اقدامى
كغريب أنكرنى بدونك
كالندم يباغت أحزانى
أأبى أن أهواك بشك
أهرب لكهوف النسيان
وأعود بذكرى تشطرنى
وتلم شظاى وأشجانى
نجواك قيثارة شعرى
وبتول صباك بالحانى
أقسمت كى أحيا لأجلك
لكن الشك يهوانى
ويمزق فكرى أشلاء
تارة ينهينى وينهانى
ويراقص نجم يتوارى
بشروق الشمس وأوهامى
تذبح قلبى وتسحقنى
ويذوب الحلم بأجفانى
ووشايات تهوى لأذنى
فأرق السمع بأذانى
وحموم الغيرة تشعلنى
تنخر فى لبى وهذيانى
تنثرنى رمادآ تجمعنى
وتحيل ظنونى وأشعارى
ليقينا قد صار إيمانا
ليعيش الشك بوجدانى
أأبى أن أهواك بشك
أهرب من ذكرى أيامى
أذكر يومآ رب ظلمتك
وأذبح قلبك بالخفقان
قد لا يكون الصدق رفيقك
حين تعاند أو تنسانى




صلاة الحب

قلبك محرابى
وصلاتى قبلات
وعناقك ملحمتى
نارى اللمسات
عيناك مغفرتى
شارده النظرات
وسكوتك يمحقنى
تحرقنى الهمسات
صمتك يا جميله
ترنيمة المساء
خمرية ظليله
ندية اللقاء
كلماتك قليلة
وهمسك الضياء
وقربك شفائى
وحيرتى رجاء
صمتك يا جميلة
آنس وحدتى
وراقص الظنون
وعانق مهجتى
ووشوش النجوم
وسامر لوعتى
وأطلق الخيال
لشوق محبتى
وعطر النسيم
بليل خميلتى
صمتك يا جميلة
يرجعنى طفلا
يزيل المكان
ويمحو الزمنا
فاشرق نورا
وأصفو فكرا
أصوغ شعورى
عبيرا وشعرا
وصالك أملى
وصمتك سحرا



طائر حزين

يا طائرى حلقت فى سماء الغربة وأنت سجين
وشدوك المكلوم أدمع فى الروابى ألف عين
وأشعل فى النفوس رماد حنين
لأنك حائر مثلى أتوق لرؤياك
وأنت فى عليائك لا تدرى
أنك فجرت بالفؤاد ينابيع شجون
فكم عشق هوى فى غيابات الظنون
وكم قلب تحرق من لوعة وأنين
فكل الايام تمضى بنا لمصير محتوم
أيام ننساها وأيام نحياها بدموع وحنين
ومالنا ذنب فى فراق مرصود بالكون
أنت فى سماء الغربة سجين مهموم
تصدح برجع شجى و اليم مختوم
وأنا بالارض أشدو بشعرى المحزون




طيش

لما عشقت الحب من كفيك
والنرجس المرسوم فى عينيك
ورعشة المحموم على شفتيك
والورد طاقات بنهديك
فحننت من ذاتى إليك
وضممت أركانى لديك
وبراءة الأطفال تلهو بنا
وتحرر الأشواق أرواحنا
وتحرق الرغبة أجسادنا
فنطوى وننشر شراعنا
ونستفيق ثاخنين بظمئنا
فنلوم طيشنا وجنوننا
لما عشقت الحب من كفيك
ترتاح شجونى بيديك
تذبح شفتاى شفتيك
ويتوة زمانى بلحظيك
وأبث النور لعينيك
وألوذ بصمتى لسكنيك
هى لحظة فيها الرضاب يسقنا
وصوت قادم يبعثر ما بنا
فإسترجعى عهد الحديث قبيلما
ولتهدأ الأنفاس فى نجواتنا
وبالكلام سكرة تشكو لنا
ليس التعبد فى هوانا ها هنا
ليس التعبد فى هوانا ها هنا



غربة

إلى أين ستتركنى
وترحل ثم تضنينى
غريبا سرت والأمل
إلى لقياك يحيينى
عيونى سوف ترقبه
ودمع العين يشفينى
عليل بت والذكرى
تفاجعنى وتنهينى
وأهتف بالمنى حتما
قريبا سوف تأتينى
شهدت البؤس الوانا
وحرمان يوافينى
بعادك عنى مظلمة
ومنك القرب ينشينى
فجئت اليك ملتاع
فبالعناق داوينى
وخفت عليك من نفسى
ومن دنيا تعادينى
أحقا وصلك أحيانى
وبعدك عنى ينهينى
حنانك جنتى الكبرى
اليك واحمينى فخذنى إلي
فسكنى صدرك الحانى
فقبلنى لتروينى
عن الأحلام حدثنى
حديثك عذب يلهينى
وسامرنى بأنغام
لها سحر وتغرينى
سألقى بوجهك الفجر
أعاهدك لتأتينى
عذاب أنت يا دنيا
وموحشة أذا غاب
حبيبي عنى فالصدق
بدون الحب كذاب
فمنك الوصل أياما
ومنك الدمع ينساب
ومنك مرارة الهجر
ومنك الفرح يرتاب
فلا أمل يعاودنى
ولا فخر وإعجاب
عشت الحب إيلاما
وتعذيبا وإرهاب
وغربة بلا وطن
ولا مأوى وأتراب
ذليلا أمتطى قلبا
رقيق الحس قد ذاب
عشقت النور إيمانا
بأن الفجر قد آب
وخلت الليل يهملنى
سجينآ ما له باب



قبله

لاتغضبى هى قبلتى
أهديتها من نشوتى
نادت عليك ولن تبالى رجفتى
أرسلتها فور إنتفاضة مهجتى
توجتها رقرقتها وبعثتها بمحبتى
هى قبلة محمومة أردها فتردنى
ترجوهواك وأنت منهل مأمنى
لاتخجلى
هى قبلة مرصودة لف السكون وصالها
صاح الجميع مهللا جرأة بمحلها
باركت نفسى مهنئا ووددت لو إعيدها




قلب كافر

تعاودنى ذكرياتى
كقنديل مضئ ساهر
وترقص خواطرى
بطيف لقائنا الآخر
أهدرت كرامتى
بتوسل فاتر
وما أنا بالعهد خائن
أو لحبك غادر
هل تذكرين حديثنا
فى ليلنا السامر
وتسابيح الغرام
وترانيم المشاعر
وعصف الرغائب فى جموح
وإشتهاء هادر
وجوع السنين على الشفاة
وأنتفاضة ثائر
ورعشة المحموم بالجروح
وإنفلاتة زائر
أخشى عليك جنون
توتر ناخر
أنت التى فى صدرها
قلب وثنى كافر
لى فؤاد قد عفا
فهل فؤادك غافر



كبرياء

ما بك يا فتاة
الكلم على شفتيك يلقى مصرعه
والقلب فى صدرك هجر مضجعه
وبين مقلتيك يموت الكرى ويختنق
وخلف إنطباق الجفنين كبرياء يختلق
ودمعة هوت وقسمات روت
أنك فى رحاب الحب أنثى تحترق



كفى

كفى أننى اليوم أحبك
كفى أننى شعرت الجمال
كفى أننى قتلت المحال
كفى أننى عشقت نجوما
تسير وأفلاكها فى الخيال
كفى أنك عشت يوما بذاتى
كفى أنك ملكت حياتى
كفى أنك أتيت وقلبى
يفيض إبتهاجا
بأزهار دربى
كفى أننى محوت الألم
وخلفت معنى الوجود الجميل
بدنيا العدم
وفجرت إحساس قلب رقيق
حواه الندم
وجففت دمعة بدر توارى
خلف الغيوم
وخلف الزمن
كفى أنك بعثت حياتى
بعد الممات وبعد الضنى
ورتلت حبك فوق الغصون
وفوق النجوم وفوق المنى



لأجلك

لأجلك إنت ربيع الحياة
عشقت هواك إلى منتهاه
لأجلك أنت ولدت وذاتى
بيمناك قلبى وروحى سواه
لأجلك يا نبض فكرى وحسى
ونبع الشعور بغير مداه
لأجلك عزفت أوتار قلبى
لحن بهى شجى غناه
لأجلك أنت المنى والأمل
رجائى رضاك وعمرى فداه
لأجلك يا من ترائت لعينى
بدرا وسيما وسحر وجاه
لأجلك يا عشق عمرى وقدرى
حنانك روضى وشوقى صلاه
لأجلك يا شدو طير بديع
وهمس الزهور وعفو الأله
لأجلك جئت لأصبو رفيقا
وديعا رقيقا اعانق يداه
فخذنى اليك ودعنى طويلا
أقبل صدرا عظيم شفاه



لقاء

كم لنا من دون العشق هاوية
وكم فى الأهوال من عثرات
غزوت سماء الحب عندى بنظرة
ففصمت بها ذاتى عن ذاتى
ماج الفؤاد حين لقياك وأختلج
وإرتعد شوقا محرق النبضات
خفق الفؤاد يا ترى من لوعة
أم من لسعة الحب فى الجنبات
أسقيتني كأس الحنين كأننى
عشت الرضيع بصدرك سنوات
أثملتنى فغدا عطائك شاملا
وأبحت كل مستتر من النزوات
وما أنا إلا بشر يحركه الهوى
فلا عتاب إن بادرت بالغزوات
وما أظنك نادمة عندما
توجتك أنثى فوق كل اللواتى
أبصرت فى عيون الخلق ملامة
أحسست ظلم الحياة للحياة
كم عازل يرصد نجواتنا
متربص شغف إلى الهفوات
عشت أيام الضياع بغربتى
أناديك فى نفسى وفى الخلوات
وأذكر كم أطاح البين بيننا
فأمح لوعة الوجد من ذكراتى
قد يهون عمرى فى لحظة لعلى
فى حديث النفس للروح ألقاك




مملكةالنون

الحق أقول ليست حكمه
ضاعت بالنون يا ولدى حدود الكلمات
حرف ساكن منه النقمة
مخلوق ناعم يتجول بين الأموات
والموت بدايتة بسمه
تفشيها النون ولا تبغى إلا النزوات
ورجال تخدعها عبره
سلطان الشفقة مغوار يحنى هامات
الحق أقول ليست فتنه
مملكة النون يحكمها ملك الشهوات
يتاوه فيها النهد بحنكه
تأسرك عيون حالمة تهوى الغمزات
خصر ناحل منه البركه
ردف ممتلء متراقص عبر الخطوات
ورجال تحرقها زفره
وحبائل صيد تتربص بين الطرقات
الحق أقول ليست سخره
السوط بيدها مرفوع لرجال رفات
أنسوا الوهن وعشقوا القهره
عبدوا فى النون مفاتنها أقاموا الصلوات
حرف ساكن فيه النقمة
مخلوق ناعم يتجول بين الأموات
هل تدركه نون النسوه
قد ضاع الحق يا ولدى بين الشبهات


من أنا

سألت عقلى من أنا
وأى شئ هى الأنا
أهى نفس تقودنا
أهى روح بجسدنا
أحيا لا أعلم من أنا
فأى شئ أنا
سألت نفسى من أنت
من أى شئ تكونت
أهى الأنا أنت
أم هى أنا أنت
أنا لا أعلم من أنت
فأى شئ أنا
أعلم أن جسدى
يحيه روحى
من أمر ربى
فلا أنت جسدى
ولا أنت روحى
فأى شئ أنت
علمت أنك الأنا
أيقنت أنك تسوقينا
فأتقى فينا ربنا
يا نفس لومى سلوكنا
لا تأمرينا بالهوى
فالنار نزاعة للشوى
والجنة مقام الرضى
والذكر فيها أحمدا
لا تحرمينا نعيمها
وبثى فينا رجائها
فغدآ يصير دوامها
للطامعين دخولها
أمل بفوز رحابها
ولقاء خير أنامها
والناظرين لربها
شوقآ يذيد جمالها




مولدى

اليوم مولدى
والناس فى إنتظار
ذات الدقائق موعدى
فى غرة النهار
وحيرة لدى أبى
والساهرون فى الديار
وصوت آت من بعيد
فكوا الحصار
طفل من النوع العديد
قالوا عمار
قالوا أمير عصره
كله أغترار
وذاك قصة مولدى
يا ليت ما فك الحصار



ندم

دعنى أعود إلى المنحدر
هواك سراب ووهم خطر
وقلبك ظلمات ليل كئيب
وبعض الغيوم بوجه القمر
ألا أنك فى خيالى بغيض
كبغضى للأنات رعد المطر
وتسخر منى إذا ما أعترانى
شوق لذات المكان النضر
لماذا بعثت وكانت حياتى
بين الرفاق كعبق الزهر
ويصرخ جسدى بألف رجاء
وتاة الرجاء ونفذ القدر
ويسخر منى الرقاد ويأبى
هتك حيائى بلثم قذر
الوم هواك إذا ما جنيت
خلال السنين زعاف البشر



نغمات

حين يلوح الفجرمبتهجا
بالأفق الباهت الشحوب
وتغرد الطيور وتصدح
بترانيم حلوه طروب
ويبث الشمس شعاع
دافء لصقيع بالقلوب
ترقص الاغصان مرحا
بحفيف نسيم لعوب
تثب الذكرى وترسم وجها
حالما بالحب ورقه تذوب
وتهجر ليلا جاحد كافرا
وشجون ولوعه وخطوب
يثور الشوق فيبكى ليروى
حنين عاصف لأمل كذوب
عطش القلب رؤياك ليحيا
صائن العهد بعين كلوء
ينوء بوجد بلى الحجا
جريح القلب شكى دؤوب
شطوء الوهم كريم العطاء
يقتات سم زعاف رغوب
وينهل من غدرك لعنتا
ويسفح دمعا سرى للغروب
يكحل اجفاننا بالسهاد
ويطبق احلامها للغيوب
ويسحق قلبا عزيز الامانى
وفيا شديد النقاء عذوب


وهم

سألت ولم أعد أدرى
أوهم كان أم قدرى
سألت النفس عن حب
بالوجدان لم يزل
سألت الروض والزهر
سألت الدمع والمطر
سألت النجم والقمر
سألت الكأس والخمر
سألت الشمس والأطياف والنهر
سألت النور والآفاق والدهر
سألت البحر والأمواج والدرر
سألت النسمة الفواحة والعطر
سألت جبال الخوف والقفر
أسراب عشناه أم وهم أم قدر
سألت الدرب والمسياح عن دربى
سألت الحلم فى نومى وفى صحوى
سألت الشيب عن عمرى وعن كهلى
سألت براءة الأطفال فى صدرى
سألت الحادى عن بثى وعن شدوى
سألت الدار والأطلال عن سكنى
سألت آذان الناس عن خبرى
سألت ضمائر الأحرار عن قيدى
سألت اللوم عن ندمى وعن سفرى
سألت الهجر هل يسلم إلى موتى
سألت حروف الكلم عن شعرى
أسراب عشناه أم وهم أم قدرى
سألت ولم أعد أدرى
لماذا أحنو إلى ماضى يحرقنا
ولما الأيام تسحقنا وتمحقنا
وتمحو كل ما فينا وتتركنا
مع ذكرى تبعثرنا وتنثرنا
لتذبحنا لتؤلمنا وتبكينا
ولما الأمل يدفعنا ليغرقنا
ويسخر من أمانينا
ولما الأشجان تسكننا وتسجننا
وتضحك من بلاهتنا وتسقينا
زعاف البعد لتلهينا وتنسينا
وكأن حبنا ذنب
ونار الهجر تطهرنا وتكوينا
سألت ولم أعد أدرى
أوهم كان أم قدرى

تم