-
تابعت مع الاولاد
تابعت مع الاولاد اليوم فيلما اجتماعيا موضوعه الصداقة بين الأطفال .. يوثق الفيلم العالم الخاص الذي يعيش فيه الأطفال و يتفقون فيما بينهم على الرؤى و التصورات بينما لا يتفهم الكبار هذا الموضوع رغم أنهم مروا بذات المرحلة العمرية ..
من منا لم تتوقع أن الدمية ستكلمها ذات صباح بعد أن اعتنت بترتيب شعرها و حياكة و خياطة ملابسها و إعداد سرير صغير خاص بها ؟
من من الأطفال لم يتصور أن سيارته الصغيرة التي تفتح أبوابها و صندوقها ستصبح يوما سيارة كبيرة يصطحب فيها عائلته ..؟
و كم فتننا بيت الشجرة في قصة روبنسون كروزو و في " هكلبري فن" لمارك توين ؟
كثير من الاحلام عاقرناها و نحن أطفال و لكننا عندما كبرنا استنكرناها على أطفالنا و اعتبرناها مضيعة للوقت
في الفيلم الذي تابعته كان هناك طفلين بنت و صبي أنشأوا عالما في مخيلتهم و بنوا مدينة أسطورية على هدب نهر غير أن البنت ماتت في حادث غرق مأساوي و بقي الطفل يجتر أحزانه.
الطريقة التي عامله بها الأهل و المدرسين بعد فقدان صديقته كان ملفتا جدا فقد قالت له المعلمة : عندما فقدت زوجي طلب مني الجميع أن لا أبكي و لكنني كنت أبكي كل مرة أذكره بها. و الصديقة التي فقدتَها كانت لدي طالبة مميزة نادرا ما أحظى بمثلها في حياتي كمعلمة و أنا حزينة لفقدها و بالتالي فيجب أن يكون حزنك مضاعفا .
أما والده فقد قال له : علمتك صديقتك منذ مجيئها الى هذه البلدة أشياء جميلة و عليك ان تحافظ على ما علمتك إياه لكي تبقيها حية إلى الأبد
في حقيقة الأمر استوقفتني جدا هذه الفقرات من الفيلم فشعور الفقد مؤلم جدا و ليس من السهولة التغلب عليه لكننا نتعامل معه في الشرق بطريقة مغايرة عن الغربيين فكنبته ليبقى مرتبطا بالحسرة إلى آخر العمر.
عندما فقدت صديقي الطفولة و أخوالي في نفس الوقت " أنس و طارق" في حادثة موت مأساوية لا يخفف من وطأتها اللقب الذي رحلا من العالم و هما يحملانه ( شهداء) فمهما كان اللقب تبقى الحقيقة المرة أنني فقدتهما إلى الأبد ( هذا عني فماذا عن زوجتيهما و أطفالهما ؟) و كان جميع من حولي يطلب مني أن أصبر و أتجلد و لكن في حقيقة الأمر كبت مشاعر الحزن لم تساهم إلا في تفاقم إحساسي بالفقد و الألم ،في الحين الذي كان يتوجب علي أن أستذكر منهما كل الأشياء الجميلة و الرائعة التي أدخلاها على حياتي والتي تعلمتها منهما اهمها البسمة التي لا تفارق مبسميهما الحبيبين.
في كل بيت سوري هناك شعور بالفقد و الالم و علينا أن لا نكبت حزننا لكن ينبغي أن نوجهه ليكون مثمرا ..
لنبقيهم أحياء إلى الأبد علينا أن نبقي على الأشياء الجميلة التي زرعوها في الحياة ثم مضوا .. و علينا أن نذكر دوما أن من ضمته أمنا العظيمة سورية إلى قلبها لا يموت أبدا
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى