بسم الله الرحمن الرحيم
استيقظت قبل الفجر و لم يكن هذا من عادتي ، نظرت حولي و إذ بي لا أرى والدتي و أختي فعرفت أنهما قد استيقظتا قبلي و الآن يصلون التهجّد , فاستدرت قليلاً و نظرت إلى السّماء الدّاكنة و إذ بي أدعو دعاء لا شعوريّاً وقد قلت فيه : يا رب ,أنزل المطر علينا ، و عدت بعدها إلى رشدي ففكرت قليلاً بما قلته و إذ بي أعاتب نفسي و أقول لها : لماذا دعيت هذا الدّعاء ألا تعلمين أننا في شهر آب ؟! أتريدين الخيبة ؟ و لكن تبع هذه الكلمات مباشرة ثقتي بالله عز وجل و يقيني بأن الله قادر على كل شيء ، فنهضت من الفراش بإعانة إلهية و اتجهت نحو مصدر الضوء الذي يملأ المكان فرأيت والدتي رعاها الله تقرأ القرآن و أختي تصلي ، وعندما نظرت إليهم أحسست بأهمية العائلة المسلمة في حياة الإنسان ،و بعد الوضوء و الصلاة تناولت قليلاً من الطعام ليعينني على الصيام ، وعند الآذان صليت الفجر و استسلمت للنوم ، و في الصباح الباكر خرجت من المنزل مع أختي و إذ بالسماء تملؤها الغيوم البيضاء فشعرت بالارتياح الكبير و الطمأنينة ، وبعد يوم حافل ، قال أخي و قد كنّا جميعاً في البيت : أنزل شيء من المطر اليوم ؟ فقلت له بكل استهزاء : و هل أمطرت السماء حيث تعمل ؟ فقال لي : يا ليتك رأيت المطر الذي انهمر ، فقلت : أو حقاً انهمر !! ، فقال: نعم ، فقلت له :احلف بالله ، فرد علي : أحلف بالله ..........
مهما كتبت لا يمكنني وصف ما شعرت به .. أيمكنكم الشعور به ؟ لا .. لا أعتقد ذلك، لأن الإنسان لا يمكنه الشعور بفرحة الآخرين كما يشعرون بها ..... صحيح أنني لم أر دعائي يتحقق .. ولكنه تحقق ، وبعد لحظات من التفكير بتلك الكلمات ..نسيت تعبي .. نسيت مرضي .. نسيت جوعي و عطشي و أحسست بأن الله يحبني و يريدني أن أكون بقربه وأن الله لا ينسى عباده .. لا أريد أن أقول المخلصين فقط بل أريد أن أقول المذنبين .
نورا كريدي