الفيسبوك أكاديمية المخابرات الإسرائيلية لإسقاط الجواسيس
تاريخ النشر : 2013-01-02
بقلم / طارق محمد حجاج
في البداية وتمهيدا للحديث عن هذا الموضوع بالغ الأهمية والخطورة، وجدت أنه من الأفضل التطرق لشخصية الجاسوس؟ ما هي مكانته في المجتمع، وما هي سلوكياته وأخلاقه؟
ببساطة وبلا خجل أقول أن الجاسوس هو إنسان طبيعي مثلي ومثلك، ليس بالضرورة أن يكون شخص ليس لديه حس الوطنية أو الغيرة على وطنه، وليس بالضرورة أن يكون إنسان تافه ساقط أخلاقيا أو منبوذ في المجتمع، لأن الشخص عندما يجند عميلا لا يجند بمحض إرادته، وليس هناك بابا للموساد يذهب الشخص ليطرقه طالبا التجنيد في صفوف الجواسيس، ولكن تجنيد الجواسيس يتوقف على عاملين أساسيين وهما: ذكاء عنصر المخابرات الإسرائيلية، وجهل وقلة وعي وحرص العنصر الفلسطيني المستهدف.
لذلك على الجميع أن يعو تماما أن الجاسوسية توريط وإسقاط، وليست خيار أو عمل بالإرادة الحرة المنفردة للجاسوس المسقط، فإن لم نفتح قلوبنا وأذرعنا لاستقطاب هؤلاء المتورطين، كي ننتشلهم من محنتهم، فإنهم سيغوصون في وحل العمالة، ليصبحوا من اخطر الأشخاص على المجتمع..
ومن أهم وسائل الإسقاط على الإطلاق "الانترنت". فتلجئ المخابرات الإسرائيلية بدفع ألاف من عناصرها عبر الانترنت للبحث عن أشخاص يسهل إسقاطهم للإيقاع بهم.
ولا عجب في كون الفيسبوك هو أكاديمية الموساد والمخابرات لإسقاط الجواسيس، فهو موقع التواصل الاجتماعي الأول والأكثر فعالية في العالم، بالإضافة لما يحتويه من معلومات شخصية صحيحة عن صاحب الحساب، ولما ينشره من منشورات تعبر عن أرائه وتوجهاته السياسية وحالته النفسية والاجتماعية، ودرجة الثقافة التي يتمتع بها، ومدى قابليته للإسقاط من عدمه، فكل هذه المعلومات تخضع لدراسة مستفاضة من الخبراء النفسيين والاجتماعيين الإسرائيليين، للخروج بأسرع وأقصر وأسهل الطرق التي يمكن من خلالها إسقاط صاحب الحساب المستهدف.
وهنا يجب أن ننوه، أنه في حال قام شخص بإرسال طلب صداقة لك أو رسالة على الفيسبوك أو غيره، فيجب عليك الانتباه والحذر والتأكد من شخصية هذا الشخص قبل الرد عليه والتعاطي معه.
لذلك يجب توخي الحذر كل الحذر من الأشخاص مجهولي الهوية والاكتفاء بالأصدقاء الذين تعرفهم شخصيا، وكن حذرا كل الحذر من طلبات الصداقة المشبوهة والتي تحتوي على إيحاء جنسي، كي لا تقع ضحية الاستهتار وعدم الحرص والتركيز، ثم ينتهي بك المطاف حيث لا يرغب احد "جاسوسا". والعياذ بالله.