يذهب بعض الشعراء إلى التكلف في الروي الضادي للإكثار من الأبيات الضادية مع ارهاق المستمع للجوء إلى المعاجم ، وقد عارضت قصيدة من هذا النوع ، وأسميتها الحنين والشوق معارضة لقصيدة في هذا الموضوع لكنها كانت للحبيب البشري وهنا الحنين والشوق لله ورسوله وأحبتهما:
الحنين والشوق

لا ينفع الشعرُ وَجْدَ الصبِّ ما قرضا.. بل ينفع الروحَ حبُ الله ما فرضـا

أودعت قلبي لدى الرحمن يمحصه... يجلوه من صدأ ما جالَ أو ربــضــا

أصبحت بالخـير طـمَّـاعاً لـخاتمتي .. وعدت بالقلب وضاءً بما ومــضــــا

ما من شكوك ولا ندْبٍ يشوهـــه ... قلبي صـفـا مـوقــناً للشك قد دحــــضـــا

فعـــاد نبضي لـطيـفــاً ما به خـلل .. ما قلب حر على قهر الهــوان غــضـا

هــــو المُـقـــدم لا يرضى لنا خَـذلاً ... ما من جواد أصيل يعتـلـيـه أضــــا

نَعْــماءُ بارئنا شــكر ومغـفــرة ...تهـدى لمن جاءه طـوعاً وما اعـترضـا

في حـــبــه بَـذَلـوا أغلى نفائسهم ... مـا مـن مُـحِبٍّ علا إلا لـه رَمَـــضا

أصبحت أدنو ولا أرضى مباعـــدة... فالنأي عــنه يزيد النار والــمرضا

أجلو بـه بصري والروحَ ما بقيت ... والجسم ذاب هوى في حبه حرضا

من يومها شَـفَقي يحــدو براحلتي ... دمعي هما مطراً والجـفــن ما غــمـضا

جذو الحنـيـن لظى تشـــــتد جمرته... شــــدَّ الرحال بأشواقٍ له ومــضــى

ما عابني غَــضَن حتى ولا دنف .... فحــبه رَوَحٌ للــروح ما بــهــــضا

في عزة شـــــمخت أحلامنا ديــــماً .... والرأس مرتفع عـــزاً وما انخـفـضا

ما أروع البــــوح مزداناً بعاطفة .. من دونها غضب يقــــلوك مــــمتعــضاً

هو الحبيب به البركان مشـــتعل ..في شوقه حمــم ، نارت بليل غــــضى

في نوره ألـــــق يزدان ناظره....في ذكره وهج والقـــلب قد نبـــضــا

فكيف أعصي لــــه أمراً يُنَكِّدني... ما زاغ قلبي لدى رؤياه بل ركضــا

هذا زمان عصيٌّ في ظلامته.... فاقبض على سُنَنٍ واعضض بها عضضا

في ذكره طربٌ يشدو به وتر... ما أروع اللحن في بــاقٍ وما انقــرضا

صلاة ربي على خير الورى طلبي ...في حبه لهــجوا ما أروع الغـــرضا


والحمد لله رب العالمين