من حسن حظي ان أستمع لحوارات عصرية ميدانية لربات منازل ومن وحي التجربة الواقعية ,ومن مثقفات يثلج صدري نقاشهن البناء, حيرتهن وسط القفزات الهائلة التي نشهدها كأحداث وكتطورات تقنية وواقعية صعبة.
ما يجري في منازلنا أمر يثير الشجون, فناهيك عن حوارات تمس الأحداث الراهنة والتي قسمت العائلات إلى أشطار, نجد أن همومهم العائلية تفتح بابا لحديث طويل طويل.
تفتح الدكتورة ندى نحلاوي الحديث قائلة:
-يقترحون أولادي علي وجبات غذائية عديدة لا يتفقون على نوع ,ويختلفون حولها والواقع كما ترون, انكبابهم حول النت والجوالات واستغراقهم فيه بشكل مزعج جدا ,كيف سنبعدهم وبات هو عالمهم في وضعنا الراهن الصعب؟.
تقول الدكتورة والصيدلانية "إيمان الغبرة":
-الموضوع خطير من ناحيتين: الحلال والحرام ثم إضاعة الأوقات ومن ثم تضييع الواجبات فبالتالي الاهتمام يجب أن يبدأ حول موضوع الحلال والحرام أولا ثم تأتي الأهمية الثانية والواجبات.
وتقول الأستاذة روعة الحلاق حول هذا الموضوع:
- الموضوع: نحن نعاني بناء على ذلك أمر اللا مبالاه الصعب, فجيلنا متطلب دوما, وعندما تطلبي منهم أمر يحبونه مثلا يبدعون فيه ,ماذا يعني هذا؟ لقد فقدت بوصلة الحوار معهم, لا صبر لي.
كان رد الدكتورة إيمان هنا التالي:
-الحق معهم فنحن لا نملك تنظيما حتى في عالم الترفيه, ولا تعودنا تنشيط عامل القراءة وحضهم على المطالعة اليومية, وبالتالي فهذا يجعل وقتهم ممتدا وضائعا سوف يتحول لنت وخلافه هذا هو الثمن.
لنحاورهم بلطف الآن لا نريد أن نخسرهم, كوني معهم رفيقة بكلام صادق من القلب وكفى,حروف قليلة ووقع قوي ذكريهم بالله دوما,فإذا دخلت محبة الله بقوة للقلب واحترامه في قلوبهم لايمكن أن تخرج ولا أن نخسرهم يوما.
*********
من جهة أخرى :
تقول الأستاذة سارة الحكيم(وهي من الجيل الجديد):
والدتي تملك عصا سحرية عندما ترضى عنا نقترب منها تتيسر أمورا كثيرة عالقة في حياتنا, هي لاتدري عمق تأثيرها فينا, فالتنظر كل ام ماذا تقدم لأولادها وبدقة.
ويبقى الكرم مع الطفل واليافع ثقة زائدة عن اللزوم هنا تكريس لأنانيته مفرطة و التي ستصيب الاهل بخيبة امل ,فلنحسن الشد والرخي جيدا وبحكمة.
********
تقول الأستاذة القديرة أمل كلسلي :
-ابني مهووس حاسب ,يلعب اون لاين ويبقى أكثر من 4 ساعات على النت, ولو زجرته يذهب لقهوة النت, ولو منعته من الخروج يكتئب ويتمرد ,نحن بحاجة لأكثر من النقاش ,الجيل باختصار يضيع ويتجه للتفاهة برجليه,
لا يملك هدفا بناء, الالعاب أهم من الدراسة, حتى جرهم للحوار صار صعبا, وتراجع ذكاؤهم بشكل مخيف وبالعامية:
-راح ينسطل.
كأني ما ربيته يوما, ولا أعرفه, لكن لمحت بصيص أمل في تطويره للعبة بعد وقت فأعجب به صاحب القهوة.
رددت حينها قائلة: عندما نجد حالة كهذه يمكننا ان نسلط عليه بالحسنى من يحوز على ثقته , يملك قوة تأثير عليه فكرية وعاطفية, يمكنه أن يصرف اهتمامه لجديد عبر تلك الشبكة أيضا,
كمبرمج واهتمامات أخرى بناءة مفيدة, يكون ماحرم هذه الميزة ويبقى ذو هدف ,فأن نكسب ثقتهم عندما يجربون معارفهم التقنية بأجهزتنا مثلا, فهم يتطورون بسرعة وليسا ومثلنا نعتبر
جهلة لتهلفنا عن الركب بحكم العمر ,لم تعد مشكلتنا انصرافهم للنت بقدر استثماره بشكل صحيح لأنه بات واقعا لاهروب ولا مناص منه.
تقول أناهيد السميري: لا تتوقع تغيير حاسم لابنك قبل أن تغير نفسك فراقبها, إن الله يخبرك بهم وبك من خلال تلك السلوكيات نفسها .فلا تعاملوهم باليأس بل آمنوا بالأمل.
المعاناة الحقيقية هي:
أن الاهل لديهم قصور في الحوار وفنه يقول أستاذ العروض الدكتور :غالب الغول:
الجلوس على النت ليس حراماً ولا ضاراً , ولا عيباً , بل هو يشبه التلفاز في وظيفته , يمكن أن نختار إذاعة قرآن , أو أحاديث أو تفسير , ويمكن أن نبحث عن إذاعة أغاني ,
وهذا يعتمد على توجيه الأهل للطفل منذ صغره , ويحتاج ذلك إلى مدرسين وإلى موجهين من الأسرة نفسها , بالرغم من ذلك يواجه صعوبة , لأن الطفل يحتاج إلى قناعة وإلا فسيعبث بالشيء الذي يريده هو .
****
هي القناعة التي لا يملكها كثير من الأهل والتي تسبب انصراف الولد للخارج, لاغنى عن المعارف الجديدة ولكن املأ وقت أبنك بالعبادة والحوار والعمل اغرقه بمهام يحبها وتصرفه عن الخط.
من جهة أخرى من خلال المضاعفات الاجتماعية :
رجحت دراسة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد الأميركية إن انشغال المراهقين بمهام متعددة أثناء استخدام الأجهزة الرقمية الحديثة قد يعيق تطور المهارات الاجتماعية للشباب، وليس البديل للتفاعل الحقيقي مع البشر.

وتقول الدراسة، التي اقتصرت على الفتيات ونشرت في "الدورية العلمية"، إن الصبيات من يقضين معظم الوقت في التنقل المحموم بين المواقع الاجتماعية كـ"فيسبوك" ويوتيوب" والتواصل عبر الشبكة العنكبوتية أو إرسال رسائل نصية، قد يواجهن مشكلة الاندماج مع المجتمع الطبيعي. وشمل البحث 3461 طفلة أميركية تراوحت أعمارهن بين 8 و12 عاماً.[1]
الغريب ان دراسات كهذه قليلة في غوغل أيضا أليس هذا عجيبا؟
ريمه الخاني 3-10-2013



[1] المصدر:
http://www.radionagham.com/site/?art...opic&topic=907