قراءة في قصة يارا ترسم حلما للأديب : سهيلابراهيم عيساوي
بقلم : علي حسين قدح- كفرمندا
أطل علينا الأستاذ سهيل عيساوي ،بقصته الأدبية الجديدة " يارا ترسم حلما" والتي اعتبرها قصة تربوية من الطراز الأول وليس المقصود هناشكلها الجميل وخطها الواضح والرسوم المعبرة التي تتراقص بين صفحاتها وإنما اقصدالمضمون والحق أقول عندما قرأتها تذكرت أيام الجامعة عندما كان يشرح لنا المحاضرأهمية السؤال الجوهري للطالب: ماذا تحلم أن تصير في المستقبل؟ وأحيانا كان المحاضريطلب منا أن نغمض عيوننا لبضع دقائق لنحلم ثم يأخذ في سؤال كل طالب ما هو حلمك؟
تبدأ القصة عندما دخلت المعلمة يارا غرفة المعلمين بخطوات واثقة تعلو وجههاالابتسامة فرحة لصوت الجرس الموسيقي ومشت إلى غرفة الصف "الثالث أ " بتفاؤلكبير وبهجة وسرور وحيّت طلابها.
وهنا تبدأ المفاجأة فقد تذكرتالمعلمة يارا ماضيها الجميل عندما تعلمت في الصف الثالث عندما طلبت معلمتها "سارة" منهم ان يغمضوا عيونهم لمدة دقيقة ويتخيل فيها كل طالب ماذا يحلم انيصبح في المستقبل.
من الابداع في القصة ان كل طالب له حلمه الخاص ولم الاحظ ان طالب قلد صاحبهكما يحدث احيانا أي ان القصة هنا تشجع الطالب على الابداع وان يحلم ماذا سيصبح حسبرغبته وميوله لان التقليد الأعمى يقتل الطموح ويحد من التفكير والإبداع ، ولكلطالب عالم مستقل وحلم خاص.
ولمحة عابرة عن مهن التي حلم بها الأطفال: مهندس، صحافي، طبيبة أطفال،طبيبة أسنان، طيارا مدنيا، تاجر، نجار، ممرضة، تاجر سيارات، رسامة، لاعب كرة قدم،صاحب حظيرة أبقار، عالم فضاء، مذيعة في التلفاز، محام، ممثلة، مهندس، شرطي،مستشارة تربوية، امام مسجد، شاعرة، منقذ على شواطئ البحار، موظفة في البنك، مصورة،فلاح، بناء، معلمة.، وهي مهن حيوية لخدمة ابناء المجتمع وبناء مسقبل زاهر .
فإذا كان طلاب الثالث يحلمون بهذه المهن فان مستقبل مجتمعنا سيكون بألفخير. وكنت اتمنى لو ان الذي حلم ان يكون فلاحا اضاف جملة " سأحافظ على ارضابائي وأجدادي ولن ابيعها ابدًا".
فيا حبذا لو اعتنى الاباء بأحلام أطفالهم على مدار سنوات تعليمهم لكي ينموالحلم ويكبر ويتجذر في عقولهم وصدورهم لان التعليم "سبيرالي" دائرةتتوسع وعندما نساعد على منع التسرب وترك المدرسة في الاعدادية والثانوية، أماعندما يتعهد البيت والمدرسة هذا الحلم فانه يكبر ويجدد حلمه حتى يصبح حقيقة واقعية، كما حدث ليارا عندما حققت حلمها الذي حلمت به طوال حياتها عندما كانت في الصفالثالث وبكت يارا عندما صفق لها الطلاب وسالت دمعة من عينيها! تصوير رائع للإنسانالذي يفرح عندما يحقق هدفه الجميل وتبتل وجنتيه بالدمع انها دموع الفرح، ومهنة التعليم اشرف المهن واهمهاقاطبة.
ان اختيار الاسماء كان موفقا ومتناغما مع مهنة الحلم على سبيل المثال لاالحصر مهدي امام مسجد ليتحدث عن هداية الناس . محافظ يحلم ان يكون شرطيا يحافظ علىالنظام! مها: تحلم ان تكون مذيعة في التلفاز وهكذا...
الى الامام ايها الأديب المبدع وحبذا لو تتدجبتوسيع الحلم الى الطلاب الكبار حيث للأسف تتخرج الأفواج من الثانوية وبعضها يتخبطبالنسبة لإكمال تعليمة يتخبط بشكل عشوائي فيالدجى لأنه دفن حلمه في المهد!