شاعر وقصيدة

شاعر وقصيدة

نسيب عريضة وقصيدة «صلاة{

سيرته الذاتية:
ولد نسيب عريضة في شهر آب سنة ۱۸۸۶م في مدينة «حِمْص{ بشمال سوريا، لوالدين أرثوذكسيين هما أسعد عريضة وسليمة حداد.
تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة حِمْص الروسية المجانية ، وعندما ظهر تفوقه في الدراسة اختارته الجمعية الروسية الإمبراطورية ليكمل تعليمه الثانوي في مدرسة المعلمين الروسية بمدينة الناصرة في فلسطين.
وقد عاش نسيب عريضة منذ سنة ۱۹۰۰ في القسم الداخلي لمدرسة «الناصرة{ حيث التقى بعد سنتين قضاهما في مدرسة المعلمين الروسية بتلميذ جديد ، أصبح فيما بعد صديقاً وزميلاً له مدى حياته هو ميخائيل نعيمة ، كما التقى بزميل آخر هو الشاعر عبد المسيح حداد. وأمضى في مدرسة الناصرة مدة خمس سنوات أنهى خلالها تعليمه.
أغرم بالقراءة والتأمل منذ صغره في الطبيعة والحياة، فقرأ أمهات الكتب في الأدب العربي خاصة دواوين الشعراء ، ثم بدأ يقرض الشعر في مختلف موضوعات الحياة وغلب على شعره التأمل.
سافر نسيب إلى نيويورك عام ۱۹۰۵ وكان عمره لا يتجاوز سبع عشرة سنة، وكان مملوءاً بالتطلع والطموح فاشتغل في المصانع والمتاجر المختلفة، وكانت الحياة شاقة، ولم يخفف عنه آلامها إلا عالم الشعر الذي أحبه.
في سنة ۱۹۱۲ أسس مطبعة وأصدر منها مجلة «الفنون{ التي احتلت مكاناً محترماً في أمريكا والعالم العربي، حيث اهتمت بشؤون الآداب والفنون الرفيعة، ولكنها احتجبت لظروف الحرب العالمية الأولى سنة ۱۹۱۴ بعد أن صدر منها عشرة أعداد، ثم عاد ليصدرها مرة أخرى سنة ۱۹۱۶ وظلت تصدر حتى سنة ،۱۹۱۸ ثم توقفت بسبب الظروف المادية فاشتغل في التجارة مع أبناء عمه، ولكنه شعر أن آماله قد انهارت فامتلأت كتاباته الشعرية والنثرية بروح الحزن والأسى والوحدة والتشاؤم.
تزوج نسيب عريضة سنة ۱۹۲۲ السيدة نجيبة شقيقة الشاعرين عبد المسيح الحداد وندرة حداد ولم ينجبا أطفالاً.
ترك التجارة وتسلم رئاسة تحرير جريدة (مرآة الغرب) لصاحبها نجيب دياب، ثم انتقل إلى جريدة (الهدى) لصاحبها نعُّوم مكرزل، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية عُيِّنَ كمحرر في القسم العربي في مكتب الاستعلامات الحربية الأمريكية، وعمل فيها نحو سنتين، ثم اعتزل العمل لمرضه حيث عانى من متاعب القلب والكبد، وعكف على جمع ديوانه ، ولكنه مات والديوان بين يدي المُجَلِّد في بروكلين في ۲۵ آذار ۱۹۴۶م.
مؤلفاته:
- ديوانه الوحيد «الأرواح الحائرة{ الذي صدر سنة ،۱۹۴۶ والذي يحتوي على ۹۵ قصيدة، منها مطوّلتان إحداهما بعنوان «على طريق إرم{ في ۲۳۶ بيتاً موزعة على ستة أناشيد، والقصيدة المطولة الأخرى بعنوان «احتضار أبي نواس{، في ۶۲ بيتاً استوحى فيها احتضار الشاعر العباسي أبي نواس.
- أسرار البلاط الروسي، رواية مترجمة عن الروسية.
- ديك الجن الحِمْصي (قصة منشورة في مجموعة الرابطة القلمية).
- الصمصامة (قصة منشورة في مجموعة الرابطة القلمية).
- وله مقالات وفصول مختلفة نشرها في مجلات وجرائد المهجر.

قصيدة «صلاة:{

وَقَفت وقد ضاق بي
سبيل المُنَى الساخِرة
ولم يبقَ من مذهبي
سوى كدر الآخرة
وقفتُ وحيداً ضلولاً
ضعيفاً حليف الشَّجَن
أُريدُ الصلاةَ طويلاً
لِمَن؟ كدت أنسى لمن؟
إلى مَنْ يُصلِّي فتى
تَعَوَّدَ غيرَ الصلاة
وأَشْغَلَ قلباً عتا
وَضَلَّ بغير الإله
أيَا من سناه اختفى
وراءَ حدودِ البشر
نَسِيتكَ يومَ الصَّفَا
فلا تنسني في الكدر
أيَا غافراً أَرحَمَا
يَرَى ذلَّ أمْسِي وَغَد
مَعَاذَكَ أن تَنْقَمَا
وحِلْمُكَ ملءُ الأَبَد
مَرَاعِيكَ خُضرُ المُنَى
هي المُشتهى سَيِّدِي
وجِسْمي دَهَاهُ العَنَا
حَنَانَيْكَ، خُذ بِيَدِي