لقاء يرتدي ناقوس وداع ترّجل مُسرعا من سيارة الأجرة.. ولج المحطة مرتبكا..اقترب موعد القطار،إكتظاظ بشري لامتناسق.. زحام وحقائب.. قُبلات ووداع..عواطف مبثوثه تبحث عن إجهزة إستقبال.. دموع وتحسّر وأحزان تغزو بعض المُقَلْ..كانت المحطة كعادتها مرفأ مجانيا لعبور الذكريات ومنْبعا للأشواق التي تمتطي حزن الرحيل يحملها المسافر والموّدع..دخل في بوتقة الزحام وكتلة الأجساد الصاخبة المشاعر وهو يتأمل ما يرتسم في وجوه الناس وفجأة تسّمرَتْ قدميه! كانت تُهَدهِد ُطفلهاوتناغيه.. بترنيمة شجية مسموعة النغمة، ترتدي ثوبا أزرقا ملائكيا وتُقّيد خصلات شعرها الأفحمي الغجري الشلالي الأخّاذ بوشاح اصفر يسّر الناظرين ، وب قسمات الوجه الأقهدي البضّ.. هتف لما رآها بأقصر كلمة للتذوق العذابي... آه ..مرفقة بتحسّر وهسيس وآنين مكبوت... وعادت به الذكريات وشريطها السينمائي، للحوارات اللاهبة وذاك الحب الجارف المنطفيء الإتقّاد وتشهد له خضراوية وريقات الأغصان والضِلال الوارفة التي جمعت قلبيهما قبل تقارب الجسدين... سَهَم َطرفه.. أرخى شغاف القلب سدوله..نبهته صفاّرة القطار المغادر فأرتسمت في مآقيهما سوية دهشات رنين نواقيس الفراق المفترس لحظات اللقاء العابر... عادت بهروب لهدهدة طفلها تأسر الدهشة شفتيها بوجوم مطبق!! انطفأت نغمة الترنيم... منتشية بلحن وداعه..تلاحقه بعينيها الخضراويتين الحائرتين.. حَمَل حقيبته التي فرّت من قبضة يديه معانقة رصيف المحطة.. لم يعِ أكانت مُغادره أو مودّعه أو مُسْتَقْبِله.. فقد أنشغلت الشفاه الاربعة بالوجوم !! والآحداق بإرتسام زي الدهشه..وقتها غادرت محطة ميناءعيونهما عربات قطار خاص ترتدي أزياء دموع!! عزيز الحافظ