تفاءلوا!




فالمبشرات كثيرة (في ثورتنا السوريّــة)







تفاءلوا! فالمبشرات كثيرة (في ثورتنا السوريّــة)

كتبتها: الشيخة عابدة المؤيد العظم








من لا يعرف شيختنا عابدة – قدّس الله سرّها – لا يعرف الكرامات التي تهل على أهل السنة في الشام ومصر وقبلها السلطنة العثمانية، ولا ننس أبداًجدّهاعبد الحميد– هكذا كان يحبّ أن يُنادى بدون سلطان لأن السلطان لله وحده – يأتي إلى الشام ليقبّل يد شيخه وهو السلطان الذي لا يشقّ له غبار.
مبشرات كثيرة تخبركم بها الشيخة الفاضلة عابدة، هي لا تقيم في سورية، نرجو الله أن يمتنّ عليها فنأخذ منها ما أخذه موسى من الرجل الصالح.

إن أعظم مصيبة تنزل بنا، هي أن نستهين بأنفسنا، ولا نعرف أقدارها ولا نتبين قوتها، وأقول هذا لمن تسلل اليأس إلى قلبه. أيها الناس ... انزلوا إلى سورية وتزودوا من عزيمة الشباب ومن إصرارهم، وخذوا الفأل من المجاهدين العاملين في الداخل. وصلت إلى بعضهم يوم أمس فعلمت منهم -علم اليقين-بأن معنوياتهم عاليةجدا، وأن المدنيين-إجمالا- بخير، وأن جيش النظام يزداد ضعفاً رغم الدعم الخارجي، وأن الثوار يدركون المؤامرات الخارجية وإنهم لها لبالمرصاد. وعلمت أن بعض المدن قد تسقط في هجمة شرسة، على أنها ستعود إلى سيطرة الجيش الحر بعد أيام أو أسابيع، لاضطرار الحكومة إلى سحب أفراد الجيش النظامي منها، وحدث هذا مراراً في عدة مدن سقطت ثم رجعت إلى سيطرة الثوار. هذه خلاصة ماسمعته منهم ولولا خوفي عليهم من الأذية، ومن كشف خططهم (والحرب خدعة) لفصّلت لكم وبينت. فما “المبشرات” المميزة في هذه الثورة ؟ إن بعض “المبشرات” يعرفها كل الناس ويحسبونها هينة بسيطة وهي عظيمة هائلة، وأُذَكِّركمُ ببعضها: 1-استمرار الثورة حتى اليوم رغم الضغوطات الداخلية من النظام وأعوانه والخارجية من محاور الشر. 2- تقدم الجيش الحر وتمدده على مساحات واسعة وحساسة من سورية. 3- إخفاق النظام في استعادة السيطرة على البلاد والعباد (رغم استعانته بأفضل خبراء روسيا وإيران وحزب الله) ورغم الدعم والأسلحة النوعية التي يستعملها. 3- الوعي العام في الداخل والخارج وإدراكهم لخطورة المرحلة، والعمل الجاد على الأصعدة جميعها: الإغاثية والطبية والتسليح… 4- صمود المدنيين رغم الآلام والجراح والقتل والتهجير (والباقون في الداخل يفوقون المهاجرين بكثير بالعدد والقوة). 5- كشف حقيقة الشيعة والعلويين لعامة الناس، ووقوف علماء المسلمين كلهم في صف واحد ضدهم. أما المبشرات الأخرى التي سمعتها من المعتقلات ومن ثوار الداخل، فهي كثيرة مؤثرة، وأختصرها في نقاطها الرئيسة: 1- “الكرامات”: مثل عبوات ناسفة تقع أمام الأهالي ولا تنفجر، وكأن يأتي الأمن لاعتقال شخص وهو في بيته ويفتح لهم الباب ويسألونه عن نفسه ولا يرونه أو لا يعرفونه! ويمضون يتركونه!؟ وكم من أناس اعتقلوهم و أطلقوا سراحهم وإن داريا” وحدها معجزة سورية، فقد أرهقتهم وأقلقتهم وخوفتهم، وكلما أرسلوا لها باصاً من الشبيحة رجعوا في نفس اليوم جثثاً لا حراك فيها، حتى شاع بينهم أن داريا مسكونة! فباتوا يخافونها ويحسبون لها حساباً ولعل الملائكة تحميها، وعين الله ترعاها. 2- زوال الخوف من النفوس وإبداله بالشجاعة والعزم، ولقد رأيت من حماسة الشباب وتصميمهم على المضي في الأمر ما أبكاني وأخجلني وذكرني بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه” 3- سمعت من مصادر موثوقة حرص الفصائل -كافة- على الاتحاد سواء العشائر أو الإغاثة أو الفصائل المسلحة، وقد بدأ ذلك فعلياً في حلب، ولقي تجاوباً كبيراً بين المنظمات والهيئات والمؤسسات (على اختلاف توجهاتها وأعمالها). 4- ورأيت أهل الداخل في عمل دؤوب يتنقلون بين المدن (خارج سورية) لنقل الأخبار وتدبير الخطط ويعملون ليل نهار في نشاط يشمل كل حاجات الثورة، ويستوفي كل متطلبات المرحلة. ومن أجمل ما قيل في الثورة “دعوها فإنها مأمورة”، فالثورة بدأت بمعجزة واستمرت بمعجزة وسوف تختتم هكذا بإذن الله ورحمته. وهل سمعتم مقولة “في الثورة السورية” تحسن الظن بالله أفضل من هذه؟ إذا قصرت بنا “ذنوبنا” عن النصر وأخرته إلى أجل بعيد، فإن “دعاء الثكالى واليتامى والمحرومين” سيرفع البلاء عنا في وقت قريب وسيحقق الله وعيده للظالمين ويمحق “النظام الحاكم” بكفره وفسقه وفجوره.









  • مدد مدد، يا أهل الله، مدد