كل عام وأنتم بخير
أتم الله تعالى علينا هذا الشهر الفضيل المبارك بكل رضا وقبول وأثابنا فيه الغفران والطهارة وتقبل صيامنا خالصاً لوجهه الكريم.
أخترت لكم هذا الموضوع الطبي الشرعي لأنني شعرت حاجة الأخوة الأعضاء والزوار للثقافة به ، ودرءاً للجهالات التي تحيط بالموضوع ، وخاصة علاقة شهر رمضان المبارك به.
مع نشر قصيدة تلخصه شعراً لعله يثبت في الذاكرة ، وهي قصيدة نادرة من الأدب الطبي الذي اعتدت تناوله شعراً.. نرجو دعاءكم إن وجدتم فيه فائدة ، ولابأس ولا حرج من السؤال عن أي شيء يتعلق بالموضوع:

ضعف الباه

العنانة Impotence
مقدمة :
إن ضعف أو فقدان القدرة على الجماع الطبيعي وتحقيق الوظيفة الجنسية (عند الرجل) ، أو عدم القدرة على الاستمرار به أمر شائع يصيب معظم الرجال في أوقات معينة من حياتهم أو عند تعرضهم لظروف معينة سواء كانت نفسية أو عضوية. ويزداد وقوع هذه الحالة مع تقدم السن وبشكل خاص بين الرجال في أواسط العمر والمسنّين، رغم أنه يمكن أن يصيب أي رجل في أي عمر.
والعجز الجنسي المؤقت (العابر) أمر طبيعي ويمكن أن يحصل نتيجة عدة عوامل من بينها حالات الاكتئاب والكرب، لكن إذا استمرت المشكلة فمن الضروري زيارة الطبيب لإجراء المزيد من التحرّيات، لأن هناك بعض الأمراض الأكثر خطورة يمكن أن تكون سبب المشكلة.
وبما أن هذا الموضوع نشر في رمضان المبارك فلا بد من الإجابة أولاً على سؤال هام يتعلق بالموضوع :
هل يؤثر الصيام في شهر رمضان على القدرة الجنسية؟
لا يؤثر الصيام على القدرة الجنسية الطبيعية بل
ينظمها خاصة عند الشباب ، ويقويها عند البدينين بسبب ضبط الوزن الذي يعتبر سبباً في وهن الباه إذا زاد عن حده الطبيعي.
وقد نزلت آيات كريمة تنظم المباشرة الجنسية بعد الإفطار في شهر رمضان. وهذا يدل على أن الصيام لا يؤثر على هذه القدرة ، ما جعل التشريع يوضح ضبطها بآيات كريمة، فقال تعالى :
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ (البقرة 178)

أسباب العجز الجنسي
(العنانة)
يعود العجز الجنسي إلى أسباب بدنية (عضوية) أو نفسية أو كليهما معآ.

الأسباب العضوية :
1- سوء التغذية ونقص بعض الفيتامينات.
2- الأمراض الوعائية التصلبية
3- تناول بعض العقاقير: كبعض مضادات الضغط الدموي والمهدئات ومضادات الإكتئاب
4 - الداء السكري.
5- التهابات الأعصاب والتصلب العديد
6- أمراض الكبد.
7- التدخين: حيث يسبب تصلب الشرايين الذي يعيق وصول الدم إلى القضيب.
8- تناول الكحول: يسبب تلف الكبد والتهاب الأعصاب وينقص مقادير الهرمون الذكري (التستوستيرون)، مما يؤثر على توفر الدافع الجنسي
9 – السمنة : التي تؤدي إلى استيعاب أكثر الهرمونات الجنسية في النسيج الدهني ، كما تؤدي إلى السكري من النمط الثاني والذي يسبب التهاب الأعصاب وبالتالي العنانة.

الأسباب النفسية :
وكثيراً ما تكون هي أساس المشكلة، حيث أن الأداء الجنسي يتوقف بدرجة كبيرة على الحالة العاطفية والنفسية. فأي رجل يواجه صعوبة في التعامل مع حالات الاكتئاب أو القلق أو التعب أو الإجهاد أو مشاكل مع الطرف الآخر أو مجموعة من العوامل ذات الصلة الأخرى يمكن أن يعاني من عجز جنسي كتعبير بدني عن حالة الكرب في حياته.

تدبير الحالة :
- تقليل مستويات الكرب والقلق. وتقديم النصائح النفسية المناسبة . وضرورة تعاون وتفهم الطرف الآخر للمشكلة. وقد يحتاج الأمر مراجعة الطبيب النفسي.
- الإقلاع عن التدخين.
- التوقف عن شرب الكحول.
- إعادة النظر في العقاقير المتناولة بانتظام.
وللتأكد من عدم وجود سبب بدني غير محدد الهوية، يقوم الطبيب بفحص المريض وأخذ عيّنة من دمه بهدف كشف السبب ككشف فقر الدم أو وجود الداء السكري أو النقص الهرموني الجنسي أو اضطربات الغدية الأخرى.

النصائح الغذائية العامة
تناول الفيتامينات والمعادن اللازمة باعتدال: ويبدو ان فيتامينات " ب" و "أ" و " ه" = باه و "ج C"
واليود . سواء بشكل مستحضرات أو الغذاء المناسب الغني بها وهو الأفضل.

أهم الأغذية النباتية :
التمر ، والعنب ، الجزر ، منقوع الحنطة الكاملة وخاصة رشيم الحنطة. الكرفس ، البقدونس والجرجير ، والخس. والبصل، والزنجبيل والقرفة والقرنفل ، والحبة السوداء.
الحيوانات ومشتقاتها : لحم العصافير وبيوض الأسماك (الكافيار = بيض سمك الحفش) ولحمها، والجمبري ، والكابوريا، واللوبستر.. والبيض والعسل الطبيعي

خلطة شعبية:
ملعقتان من اللبن البودرة – مقدار مناسب من الماء – ربع ملعقة كبيرة من الزنجبيل ، وثمن ملعقة كبيرة من القرفة – 4 ملاعق كبيرة من عسل النحل – قليل من عصير الليمون – ثمرة واحدة من أي نوع من الفاكهة
.
المعالجات الطبية :
كشف السبب وتدبيره : كمعالجة الداء السكري والتهابات الأعصاب (حسب سببها). واستبدال الأدوية المستعملة للضغط أو غيرها إن كان ذلك ممكناً.
معالجة الاضطرابات الفيزيائية إن وجدت.
استعمال الأدوية التي تزيد من تدفق الدم للقضيب كالسلدينافيل (الفياغره) وأشباهه مثل التادالافيل (سياليس). ما لم يكن هناك موانع استعمال لها كالأمراض القلبية..
استعمال مستحضرات نباتية آمنة ، مثل الجنسنغ ، والجنكُبيلوبا.
الهرمونات الذكرية إن ثبت وجود نقص فيها كالتستوستيرون.
المعالجات الميكانيكية.
التثقيف والتواصل.
والحمد لله رب العالمين