ليس دفاعا عن مرسي، ولا عن الإخوان المسلمين، فقد بدا لي من خلال الخبرة أن سياسة الدول والشعوب عباءة ما تزال أكبر من وعيهم وقدراتهم، ولكن دفاعا عن ثقافة ابني التي صنعتها بتضحياتٍ غطت مساحةَ عمري كله..

من قاموس مصطلحات الإعلام المصري الجديد ما بعد "عزل مرسي"..

من يعتصمون لمعارضة الرئيس مرسي يُطلق عليهم اسم "الشعب المصري"..

أما من يعتصمون لتأييده فيطلق عليهم اسم "الإخوان المسلمين" وأحيانا "الإسلاميين"..

اعتصامات المعارضين في "التحرير" ما بعد استمرار الرافضين لقرار الجيش بالاعتصام في "رابعة العدوية"، يطلق عليها اسم "مليونيات الدفاع عن استقلال مصر"..

المعادلة الجديدة التي يسوِّقها الإعلام المصري العظيم الذي يتِّسم بالريادة على مستوى الوطن العربي هي إذن، أن "الشعب المصري"، يواجه "الإخوان المسلمين" و"الإسلاميين"، الذين يهددون "استقلال مصر"..

أي أن "الإخوان المسلمين" و"الإسلاميين" ليسوا مصريين، وأن الشعب المصري ليس فيه أحد منهم، أو أن ذلك ما يُفترض..

مبروك على الشعب المصري هذه الثقافة العظيمة وغير المسبوقة التي سيصدرها لنا بعد أن بدأنا نشعر بعزتنا منذ الخامس والعشرين من يناير 2011..

نظام "أنور السادات" أسقط من الأمة العربية "ثقافة المقاومة"..

ونظام "حسني مبارك" أسقط منها "ثقافة الكرامة"..

فما الذي بقي لدينا كي يسقطه من أرواحنا نظام "المصريين الجدد"؟!

الحمد لله. أنني أكتب من وراء حجاب، ولست أتحدث مشافهة..

كي لا تفضحني دموعي التي خانتني وأنا أطعن نفسي وأكفن كرامة وثقافة أبنائي بكفنٍ أسود خاطه هذا الكلام الدامي..