"خذله الشعب"فهل يدخل"الإمبراطور باريس؟!!
قبل كل شيء لقد كشفت لي بعض التعليقات - على ما حصل في مصر – أن الكثيرين يتعاملون مع ما حدث بنفس عقليات تشجع الكرة،وردة فعلهم .. حين يفوز فريقهم المفضل على منافسه !!
قرأت قديما .. أن نابليون عندما فر من سجنه أو منفاه .. كتبت صحف باريس (فرار الدكتاتور ) .. ثم (السفاح ) يقترب من البلاد .. ثم (المجرم) لم يعد بعيدا ... ثم (الإمبراطور يدخل باريس)!!
إنه الفرق بين الثبات على المبادئ وبين تلون الساسة.
نعم لقد خذل الشعب الرئيس محمد مرسي ... انتخبوه .. فلما انقلب عليه العسكر خذلوه ...
ربما تكون جريمته الكبرى .. أنه أول رئيس مدني منتخب .. دون تزوير ..
ربما تكون جريمته أنه رفع الرواتب بشكل مبالغ فيه ..
برما تكون جريمته أنه أعاد التسجيل في (بطاقات التموين) بعد أن أغلق بابها (المخلوع) سنة 2005 ..
ربما تكون جريمته أن الحكومة أصبحت تشتري القمح من المزارع المصري بمتوسط السعر العالمي – وأكثر قليلا – بينما كان يُشترى منه بتراب الفلوس ..
برما تكون جريمته أن كان يسعى لاسترداد بعض أموال مصر المنهوبة ..
ربما تكون جريمته الكبرى – بل أم الجرائم – أنه أرد لمصر أن تستغني عن استيراد القمح من الخارج ..
ربما تكون جريمته أنه أراد أن يمد جسور التواصل إلى أمريكا الجنوبية .. حيث خرجت بعض الدول عن بيت الطاعة الأمريكي ..
ومع ذلك فإن كل هذه الجرائم .. لا تقدم مبررا كافيا للانقلاب على رئيس منتخب .. فمن صبر على رئيس ثلاثة عقود .. لن يعجز عن الصبر على آخر ثلاث سنوات!!!
تلويحة الوداع :
يقول أحد الشعراء :
وإذا ما العذاب كان ألوانا ... فلغو قول المعاني الدقاق
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة