كيف .. ومتى أنشئ حي المهاجرين بدمشق ؟

[رغد قصاب]

كيف .. ومتى أنشئ حي المهاجرين بدمشق ؟... بقلم : بشار منافيخي
مساهمات القراء




تقع منطقة حي المهاجرين في سفح جبل قاسيون من الجهة الغربية وكانت اسمها في القديم تعرف بـ منطقة ( تحت الردادين ) كما ذكر د. عفيف بهنسي في كتابه ( عمران الفيحاء ) ، وعن نشوء حي المهاجرين يحدثنا الدكتور صفوح خير في كتابه ( مدينة دمشق .. دراسة في جغرافية المدن ) قائلا ً :




(( يدين حي المهاجرين أيضا َ بوجوده إلى أسباب تاريخية أكثر منها جغرافية ، كما يدل على اسمه ، ففي سنة 1895 ، لم يكن في هذه المنطقة سوى بيت واحد ، إذ كان آخر بيت إلى جهة الغرب من دمشق هو بيت ( الداغستاني ) في المكان المعروف حاليا ً بـ ( طلعة الباش كاتب ) .. حيث كانت تمر منه الطريق البرية الواصلة بين دمشق وبيروت )) .
- كيف وصلت أفواج المهاجرين إلى دمشق ؟
ويتابع الدكتور صفوح خير حديثه عن تاريخ حي المهاجرين وكيف وصلت دفعات أفواج المهاجرين إلى دمشق فيقول :
(( عقب مؤتمر برلين والمعاهدات والاتفاقيات التي جرت في السنوات التالية ، التي جردت الإمبراطورية العثمانية عن ممتلكاتها الأوربية ، ترتب على ذلك وقوع العائلات الإسلامية تحت سلطة الأمراء المسيحيين ، ففضل عدد كبير منها الهجرة إلى البلاد الإسلامية ، ولذا كلف السلطان عبد الحميد والي دمشق ( ناظم باشا ) إيواء بعضهم ، فاختار سفوح ( قاسيون ) لإقامة المهاجرين الذين وصلوا دمشق في عام 1890 ، فأقاموا عليها مساكنهم فوق نهر يزيد واستقبلوا فيها المهاجرين القادمين من ( الرومللي ) في عام 1896 ، وفي عام 1900 وصل فوج جديد من الأسر الإسلامية .. وهؤلاء هم ( الكريتيون ) الذين هجروا بلادهم .. عقب تدخل الدول الكبرى .. بسبب المذابح التي حدثت في شباط 1897 .. فأنشأ ( ناظم باش) من أجلهم حي آخر بعد 200 متر إلى الغرب من الحي الأول ، وأقام لنفسه بيتا ً بعد 300 متر إلى الغرب من مساكن الكريتيين )) ، وقد عرف هذا البيت فيما بعد بـ (( قصر ناظم باشا )) ، وذكر د. عفيف بأن هذا القصر آل إلى ( خورشيد وهبي المصري ) حيث اشتراه من الوالي ناظم باشا ، ثم أصبح هذا القصر مقرا ً لملوك ورؤساء سورية فيما بعد وعرف بـ (( القصر الجمهوري ) ) .
- نمو حي المهاجرين :
وعن العوامل التي أدت إلى نمو حي المهاجرين يحدثنا عنها د. صفوح خير قائلا ً :
(( وقد أخذ حي المهاجرين بنمو منذ عام 1905 وازداد نموه بسرعة منذ عام 1920 ، وهذا يرجع لعدة أسباب أهمها تسيير ( الترام ) الذي يصل هذه الضاحية بقلب المدينة ، وثورة 1925 التي جعلت بعض الملاكين ينتقلون من المدينة القديمة إلى المهاجرين ، كما ساعد على إعماره أيضا ً إيصال مياه الفيجة إليه وبناء خزاناتها على سفح قاسيون )) ، ثم توسع حي المهاجرين في أربعينات وحتى سبعينات القرن العشرين .

المراجع :
د. صفوح خير : مدينة دمشق .. دراسة في جغرافية المدن - منشورات وزارة الثقافة - دمشق ط1 /1982 ص ص 206- 208 .
د. عفيف بهنسي : عمران الفيحاء - دراسة في تكون مدينة دمشق - دار الفكر - دمشق - ط/1 / 2002 - ص112


http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=52047