”بلدنا” تطلع على الأسباب المباشرة لانهيار بناء ”بستان الباشا” في حلب
المصدر بلدنا
19 / 03 / 2007
بعد انهيار بناء بناء بستان الباشا في حلب

"بلدنا" تطلع على الأسباب المباشرة من دراسة "لجنة السلامة العامة"

علامات تعجب كثيرة وإشارات استفهام لحلقات من الانهيارات في الأبنية المأهولة السكنية في العديد من المناطق، والتي تعتبر مناطق ساخنة، لكون بنائها قد تمَّ بشكل خاطىء، أو بشكل مخالف، أو أنه يوجد تحت هذه الأبنية كهوف. الحدث الأخير كان انهيار بناء "بستان الباشا"، الذي راح ضحيته أربعة قتلى، وللاطلاع أكثر على الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار المفاجىء، كان للجنة السلامة العامة دراسة ميدانية للحدث منذ الساعات الأولى إلى الآن....





أسباب مباشرة:

"مدة الانهيار من عشر دقائق إلى ربع ساعة، كان البناء قد وقع الأرض دون سابق إنذار، والأسباب الأولية تعود إلى المياه الملوثة والمالحة التي تسربت لأساسات البناء"، هذه النتائج الأولية التي حصلت "بلدنا" عليها من الدكتور المهندس "محمد هندية" رئيس لجنة السلامة العامة وعضو مجلس مدينة حلب، حيث أشار إلى الأسباب والمعطيات الأولية التي توصلت إليها لجنة السلامة العامة قائلاً:

" في الحقيقة لا يمكن للجنة السلامة أن تحدد أسباب الانهيار في وقت حدوثه، إلا إذا كان هناك شيء واضح ومباشر، كـ"إزالة عناصر، أوالعبث في الأبنية"، ولكن المعطيات على أرض الواقع تشير إلى أنَّ البناء ليس بحالة إنشاء سليمة، حيث لم يكن البناء متماسكاً بشكل جيد، إضافة إلى تجمع المياه في أقبية هذا البناء".

وفي تفصيل أكثر حول هذه المعطيات أشار رئيس لجنة السلامة العامة، إلى أنَّ المياه على مدار 20 عاماً تتجمع في هذه الأقبية، وكل عام يقوم الأهالي بعملية شفط وضخ دون إعلام الجهات الرسمية أو تقديم شكوى. يوجد مشكلة في تسرب المياه، وكلما تجمعت المياه لارتفاع متر يقومون بعملية جرّ هذه المياه وسحبها للخارج، حتى لاحظنا وجود (أشنيات) خضراء، وباتت الأقبية تشكل حفرة فنية للمياه الملوثة، كما أنَّ ضخ المياه أعطى رطوبة على الأرض، وحسب كلام الأهالي، فإنَّ البيتون المسلح الذي لديهم، ومن خلال ملاحظتهم للأعمدة والجسور أصبح الحديد المكشوف أسود اللون لتجمع الصدأ، فالمنشأ سيئ بالأساس، وجاءت عوامل خارجية أخرى، وهي أخطر العوامل، ألا وهي المياه المالحة والرطوبة، وعلى مدار عشرين عام أصبح بناءً مترهلاً، وهذا الذي سبب الانهيار المفاجىء بمدة تتراوح بين العشر دقائق إلى الربع ساعة، وهذا يثبت افتراض هذا العامل بوجود تسرب، ولو كان غير هذا التحليل لظهرت تصدعات أو تشققات خفيفة وتطورت ولطلب تدعيم البناء، ولكن التسرب ولسنوات طويلة هو مبدئياً العامل المباشر في الانهيار".



الترخيص:

وعن أداء لجنة السلامة العامة خلال حادثة الانهيار، أوضح الدكتور "هندية" إنه منذ اليوم وحتى الآن، يتمثل الخطأ في أنَّ الأهالي كانوا يعلمون بهذا التسرب خلال هذه الأعوام ولم يبلغوا عنه.

ومن ناحية الرخصة، فإنها نظامية مأخوذة من مجلس المدينة، ولا يوجد أيَّة تجاوزات إضافية كوجود بناء طوابق، كما لا يوجد عبث في الجدران أوالأساسات، وتمَّ تنفيذ البناء وفق التراخيص، لكن بمواد سيئة، وبحديد سيئ، وبطريقة سيئة، مما أثر عليه (المواد المالحة والرطوبة لسنوات طويلة)، فأدى إلى إنهياره".



متابعات:

ورداً على استفسار لـ "بلدنا" حول دراسة أبنية الحيّ تحسباً لانهيارات خاصة، على اعتبار أنَّ الأبنية المجاورة للبناء المنهار قد تصدعت أوضح:

"الحالة سيئة في هذه الأماكن، ويوجد تسربات مياه، ولا يوجود ثقافة هندسية وفنية، إضافة إلى الإهمال، مع العلم أن السيد المحافظ وجّه لدراسة المنطقة ودراسة الأقبية بشكل جيد والتعرف على المشاكل، وفي حلب يوجد تكهف في بعض المناطق، مثل خناقين أو تلة السودا، ومناطق بيوت عربية قديمة عمرها 120 عاماً، فحتى الأمطار وحدها يمكن أن تأثر بها، وفي بعض الأبنية هناك العبث بالبنى التحتية والحالات الخاصة، كتغير في مواصفات البناء، خصوصاً أن هذا البناء قد يكون مخالفاً أساساً".

وأكد أنَّ اللجنة لديها خطط لمتابعة المحاضر الأكثر سخونة، حتى أنه حضرت لجنة جيوفيزيائية من وزارة النفط، جردت مناطق التكهفات، ومسحت البيوت العربية، وعمل اللجنة مستمر لرصد الأبنية ومتابعتها".

آخر تحديث ( 19 / 03 / 2007 )