ليش هيك ايديك بقلم آرا سوفاليان
ـ ليش هيك ايديك؟
ـ والله يا ابو بيرج كان في مليون برغشة من الصغار واقفين عل سيارة، وفتحت الباب وفتت فلحقوني لجوا وحطيت حزام الامان ولقيت حالي مو ئدران اتحرك، ونزلوا فيني وين بيوجعك، ونزلت ضرب بحالي وقتلتهون بس المصيبة كانوا كتار واشتغل العضّ على مبدأ عم تضرب! هلئ منورجيك، وزعلو مني كتير لأنو كانو جوعانين كتير، وفئت تاني يوم الصبح وكان المنظر يا لطيف واليوم احسن بكتير.
ـ شو كان بدك؟ انا ذاكرتي صايرة ضعيفة.
ـ قلتلك بدي نص كيلو شقف طرايا ونص كيلو كباب.
ـ والله يا سيد آرا شقف ما في...لأنو ما في شي ببيض الوش...يعني 3 ساعات علبريستو وما بيستوو...ما في لحمة متل العالم بالسوق...عم نفرم اللحمة عل ناعم كتير ونحط معها شوية ليّة خاروف، وست البيت عم تعمل اللحمة دعابيل وتحطهون بالطبخة مشان الطبخة تاخد خواص اللحمة مو اكتر، وعلى هل اساس فيني اعطيك كباب بس، اما الشقف فمو نصيحة والاحسن انو ئلك ما عندي.
ـ ليش هيك؟ شو صار باللحمة؟ هاي المادة محلية ومانها استيراد؟
ـ الدبايح كبيرة بالعمر واللحمة عاطلة "جلود" والسعر نار والسوق متل الحمار المحسّك الجربان الفلتان والتجار حرمية ونور...الفلاحين ئالو انو ما في علف لحتى يطعمو البقر...وانو البقر ما عم تحمل ولا عم تولد من الرعبة...والمواليد عم تموت من ئلة العناية...والفلاحين عم يدفعوا المعلوم ويهرّبوا البقر علبنان لأنو كل بقرة سعرها حلم الله...وشوي تانية رح سكّر المحل واقعود بالبيت ويلعن ابو هل مصلحة ويلي علمني ياها.
ـ يا سيدي ونحن منصير نباتيين وبلاها اللحمة.
ـ انت شو صار معك لئيت شي منفذ جديد مشان شغلك وللا لسعتك بدون شغل؟
ـ لا والله يا ابو بيرج كل الطرق مسدودة، وانا مو خرج التهريب والرزالة، لأنو هل غطاء مو لهل طنجرة...ووقت بيخلصو يلي معنا بكون الله يا أخد أمانتو بشي قنبلة هاون بعتلنا ياها شي عرصا أو بتكون انتهت القصة ومبدئياً راسمالي كلو راح خسارة وانخرب بيتي وما بعرف اذا بوكرا انحلّت كيف بدي ارجع وقّف على رجليي بدون راسمال.
ـ يا سيدي اسمع مصيبة غيرك بتهون عليك مصيبتك.
ـ خير؟
ـ ولاد عمي بالحسكة عندون مزارع وبيار ميّ وحلال ومحلات وولادهون مشاركين جماعة وعندهون شاحنات وصهاريج وحفّارات تبع بترول، ومستودعات ولوازم تنقيب ونقل ومولدات كهرباء ومواد اولية لزوم الحفر وعدد وادوات وقطع تبديل وهنكارات للخدمات.
ـ إي وشو صار معهون؟
ـ يعوضنا بسلامتك ما ضل معهون متليك واحترق رزقهم والحلال وانسرقت الرافعات والمستودعات وآلات الحفر وقطع التبديل...وهربوا على لبنان ايد وراء وايد من قدام وهلق فلسوا ورجعوا من لبنان بعد ما باعوا كل شيء معهون وحتى مصاغ النسوان والبنات...رجعوا علشام بدهون ينستروا ببيت وين ما كان وانا تارك المحل وعم اركض معهون مشان ساعدهون...ومبارح كنت بسوق الهال الجديد بدي اسأل عن اللحمة وجيبلهون شوية غراض فكان في حريقة رهيبة بسوق التوم، لأنو التوم صار بأواخرو ومنشور بالعالي وصار يابس فمدري أنو ابن حرام راح عطاه شعله فاحترق كلو...ورحنا على سوق الهال القديم، وكانت العالم مجتمعة والشرطة والاسعاف والاطفاء موجودين...سألنا شو في؟ آلولنا انو في واحد تعمشق فوق المحلات ومد كبل مشان يسرق كهربا فزعلت منو الكهربا كتير وتعمشقت فيه وتعمشق فيها ومات، وحاولوا الجيران ينزلوه بالعصي وبالخشب فما طلع بئيدهم لا بل صار كونتاك وضربوا الشرايط ببعض وشعلت المحلات...واجت الشرطة والاطفاء والاسعاف وهربت العالم.
هذا ما تمناه العالم لنا...وهذا ما وصلنا اليه، والمثل العربي يقول يدكا أوكتا وفوك نفخ...لا توجد لدينا ثقافة الكوارث، ولو كانت لدينا هذه الثقافة كالشعب الياباني او الشعب الاوروبي لكانت خسائرنا أقل بكثير، نحن نرفع من وتيرة مصائبنا وخسائرنا بسبب سياسة (كل مين ايدو الو)...لن يتنازل سائق ميكرو واحد عن ربع سانتي على الارض دون ان يولج دواليبه فيه ليقطع الطريق على الغير، واللهم اسألك نفسي...ويلعن ابو غيري...وأنا ومن بعدي الطوفان...ئلّو مات...ئلو مين يلي مات...ئلو ما بعرف بس ئالولي انو مات...ئلو أخضر يابس هات...أخضر يابس هات...أخضر يابس هات...هات...هات...والله يرحمك يا ابو موسى أنطون أبو كسم صديقي ومعلمي ومثلي الأعلى منذ أن كان في الثمانينات من العمر وانا في العشرينات أعاونه في ضبط حسابات معمله.
آرا سوفاليان
كاتب انساي وباحث في الشأن الأرمني
الأثنين 10 06 2013
arasouvalian@gmail.com