نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

كيف ممكن الواحد يعيش مع مرض نفسي خطير متل الشيزوفرينيا؟ كيف اكتشفوا المرض؟ وشو علاجاتو؟
____________________________________________

العيش مع الشيزوفرينيا (انفصام الشخصية)

تحدث العالم النفسي رونالد ليفانت في إحدى المؤتمرات عن أحد مرضاه وقصة تعافيه من الشيزوفرينيا, فوقف أحد زملائه في المؤتمر قائلاً بتعجب: شفاء من الشيزوفرينيا!! هل فقدت عقلك ؟!! حتى الآن, جميع الخبراء في المبدأ متفقون أن الشيزوفرينيا, أو مرض انفصام الشخصية يتطور بشكل ثابت نحو التدهور. ولكن هل يوجد ما يبرر هذه التوقعات القاتمة؟
الشيزوفرينيا مرض نفسي خطير يعاني منه 1% من السكان يتمثل بفقدان المريض اتصاله بالواقع مما يضعه أمام احتمال الانتحار أو البطالة أو مشاكل في العلاقات ومشاكل جسدية وكل هذا يؤدي إلى موت مبكر. وهناك أيضاً المرضى الذين تتطور لديهم مشكلة تعاطي مخدرات فيرتكبون أعمال عنف ضد الآخرين.

في السابق حوالي عام 1900 كتب الطبيب النفسي الألماني العظيم ايميل كريبلن أن الشيزوفرينيا التي كانت تعرف في ذلك الوقت بالخرف المبكر, تتميز بانحدار لا يتوقف لحالة المريض. بعض العلاجات التي كانت متوافرة في ذلك العصر تضم قطع القناة التناسلية الدافقة أو إصابة المريض بحرارة مرتفعة بعد حقنه بدم فاسد !!! هذا الموقف يعكس اليأس والكآبة التي كانت تصاحب مجال البحث عن علاج لهذا المرض مع إجماع الخبراء على الندرة الشديدة للشفاء إذا لم تكن مستحيلة.
مع ذلك, أظهرت الأبحاث أن العديد من مرضى الشيزوفرينيا بعد تلقي العلاج المناسب يميلون للتحسن وبعض حالات الشفاء النادرمن المرض. العديد منهم يمكنهم العيش بشكل طبيعي خارج المشفى وهم على رأس عملهم ويتواصلون بانتظام مع عائلتهم وأصدقائهم. أحد المتنبئين بهذه الحقيقة في الثمانينات الطبيب النفسي توماس ماكلاشان خريج جامعة يال في مقاله عام 1988 كتب أنه سيصبح اليقين من النتيجة السلبية في مرض الشيزوفرينيا خرافة.

أما في عصرنا توصل العلماء إلى أن التوقعات لمريض الشيزوفرينيا ليست دائماً نحو الانحدار. فقد تابعت دراسة دقيقة عدد من المرضى أغلبهم يتلقى علاجاً لفترة من الزمن ولاحظت أن 20-30% من المرضى يتعافى بصورة ملحوظة خلال سنوات قد تصل إلى عقود, بالرغم من أن بعض الأعراض الخفيفة قد تستمر كالانسحاب من المجتمع و التفكير المختلط ولكن هؤلاء الأفراد يستطيعون القيام بعمل بشكل مستقل خارج المؤسسات الصحية. ففي إحدى الدراسات التي نشرت في 2005 قام العالم النفسي مارتن هارو من جامعة إلينوي بتتبع عدد من المرضى لمدة 15 سنة, فوجد أن حوالي 40% منهم اختبروا على الأقل فترات من الشفاء المنظور الذي يتظاهر بغياب الأعراض الظاهرة والقدرة على العمل والانخراط في النشاطات الاجتماعية والعيش خارج المستشفى لمدة سنة أو أكثر. بالرغم من أن معظم المرضى لا يستمرون في حالة هذه الحالة وينتكسون مع مرور الوقت. البعض الآخر وتصل نسبتهم إلى 20-30% تظهر أعراض متوسطة الشدة تتعارض ولا تنفي كلياً القدرة على أداء العمل والحفاظ على الصداقات.

طبعاً الفضل في هذا التحسن الكبير للنظرة العامة والنتائج وإطالة المدة بين فترات الانتكاس يعود للعلاجات الفعالة التي أصبحت متوافرة في العقدين الأخيرين. كالأدوية التي تصنف في الزمرة الدوائية المضادة للذهان غير التقليدية أو atypical antipsychotic مثل الكلوزابين (Clozaril® ) والريزبيريدون (® Risperdal) وأولانزابين (® Zyprexa) ومعظم هذه الأدوية أدخل على السوق في التسعينات. آلية عمل هذه الأدوية تقوم على التأثير على وظيفة الناقلات العصبية التي تنقل الرسالات العصبية بين الخلايا العصبية كالدوبامين والسيروتونين.العلاجات غير الدوائية ساعدت أيضاً في السيطرة على أعراض الهذيان والوهم وشفاء جنون الشك والتفكير غير المتأقلم التي ترافق المرض, كالعلاج المعرفي السلوكي أو cognitive-behavior therapy والعلاج العائلي لتثقيف أفراد العائلة وتخفيف جو العدائية والنقد. والأفراد المرشحين أكثر من غيرهم للشفاء هم الذين يتمتعون بالصفات التالية: الناجحين في مجتمعهم قبل تطور المرض, الذين يعانون من جميع الأعراض بشكل فجائي وليس تدريجياً, البالغون والمتقدمون بالعمر عندما ظهر لديهم المرض, النساء, الشديدي الذكاء أو ذوي IQ العالي والأفراد الذين لا يملكون تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض.

بعض الخرافات المنتشرة بين الناس المتعلقة بالشيزوفرينيا وهي غير صحيحة إطلاقاً :
1- الأشخاص الذين يعانون من الشيزوفرينيا لديهم شخصيات متعددة.
2- جميع الأشخاص الذين يعانون من الشيزوفرينيا متشابهون.
3- سبب الشيزوفرينيا المواقف والسلوكيات العائلية.

translated by : Madonna Bachoura

edited by : Kanj Amer

المصدر: http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=living-with-schizophernia

لا تبخل على الآخرين بالمعلومة , انشرها و اجعل غيرك يستفيد .