سجن النساء الكبير !!
أو لنقل لماذا يريد (البعض) أن تكون "السعودية .. سجن النساء الكبير؟!!"بطبيعة الحال هذه الدعوى .. وأطرح السؤال بناء على مجموعة من المعطيات .. تبدو وكأنها تدفع بالمرأة لتكره أنها (أنثى) تعيش في هذا البلد.في السنة الماضية (غردت) إحدى أستاذاتنا الفضليات حول (نظام) إرسال الجوازات رسالة نصية إلى جوال الزوج أو الأب إذا سافرت الزوجة أو البنت خارج البلاد.ويبدو أن الأمر لم يكن (منغصا) بالقدر الكافي!!في هذه السنة .. أصبح من الضروري أن يستخرج الزوج - أو الأب - لزوجته إذنا بالسفر ..أحد إخواننا كان مسافرا مع أسرته .. ومعه ابنته،وكانت حديثة عهد بعقد قرانها .. فمنعت من السفر .. حتى يستخرج لها زوجها (الإذن)!!في المحكمة :سوف أروي ثلاث قصص مرت بي .. الأولى كنت في المحكمة فقابلت أخا لي – من الرضاعة – ومعه زوجته التي اشترت قطة أرض،ثم اكتشفت أنها قد بيعت لشخص آخر .. وهي تريد توكيل محامي .. سألني (الشيخ) هل هي من محارمك ؟ قلت : لا.قال لا بد للشاهد أن يكون من المحارم!!قلت له : إذا كانت امرأة ليس لها (محرم) تضيع حقوقها ؟ قال : نعم!!وتكررت القصة مرة أخرى – بعد سنوات – حيث قابلت قريبة لي – تقريبا في سن بناتي – تريد أن توكل زوجها ليشتري لها سيارة .. ورفض الشيخ نفسه .. لنفس السبب!! .. لست محرما لها.طبعا نلاحظ بساطة القضيتين .. أي أن المرأة - في الحالتين - لن تبيع عقارا أو شيئا يتطلب مزيد تدقيق ..وموقف ثالث وأخير .. أرادت والدتي – رحمها الله ورحم والدي – أن توكلني .. فذهبت إلى كتابة العدل مع اثنين من الأقرباء .. وحين دخلت على (الشيخ) – غير الشيخ الأول – أعطاني موعدا بعد أسبوع .. وأكد عليّ أن أحضر شاهدين من (المحارم) فقلت له .. أن الوالدة – رحمها الله – مسنة وليس لديها محارم هنا .. فأصر.ذهبت إلى رئيسه .. وأخبرته .. فطلب مني الخروج .. خرجت .. ولكنني سمعته – بعد أن رفع صوته – يقول .. هي مسنة .. ولا يوجد نظام ينص على ذلك .. شيء بهذا المعنى.ثم استدعاني الرئيس .. وهاتف شيخا آخر .. فذهبت إليه فعمل الوكالة في نفس الوقت .. وأخذ شهادة الشاهدين .. و واعدني مساء لسماع توكيل أمي - رمحها الله - لي .في السجون ..قبل سنوات سمعت عن قصة سيدة .. وقعت في مشكلة ما .. وصدر عليها حكم بالسجن .. تخلت عنها أسرتها .. وطلقها زوجها .. ليس هذا هو المهم .. ولكنها حين أنهت مدة سجنها .. احتاجت إلى (كفيل) – هكذا النظام – فلم تجده .. وتم نقلها من سجن مدينها إلى سجن المدينة التي يقيم بها بعض أبنائها .. ولكنهم رفضوا استلامها .. فأعيدت إلى سجن مدينتها .. وهكذا ظلت لفترة أكثر من سنة .. وهي في السجن حتى تجد من يستلمها!!!عدم المساواة .. بينهن ..في المقابل قبضت الهيئة على فتاة مع شاب في (خلوة) .. وبعد إيداعها السجن .. والتحقيق معها .. اتضح أنها (حفيدة) رجل أعمال معروف .. تم تكليف سجانة بمرافقتها إلى منزل (شيخ) .. وأخذ عليها التعهد المطلوب .. وأوصلتها السجانة إلى منزل أهلها!!!سؤال .. لمصلحة من تُدفع المرأة لتكره نفسها .. وبلدها؟!!قد أكون مخطأ .. أو منحازا للنساء أكثر مما ينبغي .. فما رأي سيداتنا الفضليات؟أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 8/5/1434هـ