حتى لا يخطأ الآخرين فهمك





من فرضيات البرمجة اللغوية العصبية الـ nlp , فرضية تقول: (إن المعاني مرتبطة بسياقها)

ومعنى ذلك أنها تختلف معاني الكلمات التي نستخدمها باختلاف السياق الذي نذكرها فيه ومن أنواع السياقات:

1- السياق اللغوي: يختلف معنى الكلمة باختلاف الجملة التي تقع فيها مثال : كلمة (رب) يختلف معناها في كل من التراكيب التالية:
- رب السماوات.
ـ رب العمل.
ـ رب البيت.
ومثل كلمة (بيت) في التراكيب التالية:
ـ بيت الشعر.
ـ بيت الله.
ـ بيت محمد.
ـ بيت العنكبوت.

2- السياق الاجتماعي: معنى الكلمة في مجتمع قد يختلف عن معناها في مجتمع آخر ..
على سبيل المثال: معنى كلمة (العافية) عندنا غير (العافية) عند المغاربة التي تعني النار ..
فلان (ذيب) عند البادية لها معنى غير معناها الأصلي ..
في مصر (أرنب) تعني مجازياً لدى البعض : مليون جنيه.

3- سياق الموقف: يتغير معنى كلمة ما باختلاف الموقف الذي قيلت فيه كما في الأمثلة التالية :
- أب غضبان يقول لولده: تعال أكافئك، يفهم الولد: تعال أجلدك !
- زوجة لزوجها: محتاجتك جنبي، أكيد ماراح يصف جنبها على الكنبة !
- المدير للموظف المتأخر: بدري .. يفهمها الموظف ليش متأخر ..
- الشرطي وهو يقبض على الحرامي: أهلاً أهلاً .. الحرامي يفهمها: وقعت في يدي أو جابك الله استعد لما يسوؤك ..
محاضر يقدم وهو مهتز الثقة يسأله أحد الحاضرين: متى وقت الاستراحة ؟ ، فيفهمها أنهم مالين أو ما أعجبهم كلامه ..الخ

هذا بالنسبة للمعاني اللفظية .. ينطبق الكلام نفسه على المعاني غير اللفظية (لغة الجسد)

فابتسامة أحد الحضور قد تعني عند صاحبنا المحاضر في المثال السابق السخرية أو عدم الاستحسان (سياق موقف)

ولذلك ننصح المتدربين على الإلقاء بأن يفسروا كل تصرف من الحضور لصالحهم ، فلو قام أحد الحضور بوضع رجل فوق الأخرى أقول في نفسي: أكيد مرتاح ومنسجم مع أدائي .. وإذا وضع أحدهم يده تحت ذقنه وحلق ببصره أقول : أكيد يفكر في الكلام الجميل الذي سمعه مني .. هذا على الأقل في بداية تجربته أمام الجمهور حتى يتمرس ..

ومن اختلافات لغة الإشارات ما يفعله البعض بصنع دائرة من الإبهام والسبابة وإطلاق الأصابع الثلاثة مستقيمة، فهذه الإشارة تعني الجودة أو الرضاء في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هذه الإشارة نفسها يستخدمها الفرنسيون لتعني الصفر أو عدم القيمة لشيء ما... ونفس هذه الإشارة تعني عند اليابانيين والصينيين النقود سواء وجودها أو عدم وجودها أو البحث عنها، أو ندرتها عند المتحدث. (سياق اجتماعي)

مرة في أحد البلدان أردت أن أنادي على النادل في المطعم وقمت بفرك الإبهام بالوسطى ليظهر صوت كما نفعل عندنا لتنبيه شخص غافل .. وكررتها عدة مرات .. و بعد مضي وقت اقترب النادل مني وقال بأدب : عفوا سيدي.. أعرف أنك لا تقصد .. لكن هذه الحركة نستعملها عندنا لمناداة الكلب!!.. وقعت في حرج واعتذرت منه بشده فقال:أنا أعرف أنها عندكم تعني شيئاً آخر ، وأنا لست غاضباً منك لكني أحببت أن أنبهك حتى لا تستعملها مع غيري .. شكرته على حسن خلقه ..وبعدها قررت أن لا أستخدم أي إشارة جسدية خارج حدود بلادي !! .. لأنه حتى الحركات مرتبطة بسياقها ..