الفساد الاجتماعي وطرق الوقاية/ من قلم غالب الغول
لو تتبعنا أوضاع المرأة العربية قبل عام 1950 م لوجدنا بساطة الأوضاع الاجتماعية آنذاك , حيث كانت تلعب دوراً هاماً وحساساً في المجال المنزلي بشكل خاص كالطبخ وصناعة الخبز على الفرن البلدي الذي يدار على الحطب , وعلى جمع التبن والحطب والقش والعمل في الزراعة وصناعة اللبن والجبن وغيرها , إلا أنها كانت شبه محرومة من التعليم في جميع المستويات , وكانت غيرة الرجال على النساء كبيرة جداً فلا يسمح للمرأة التأخر عن بيتها بعد الغروب , وكانت محافظة على العادات السائدة , رغم ضآلة مستواها العلمـــــي
والثقافي , وكان شرفها وعفتها وطهارتها القيمة الثمينة لها ولأسرتها , ولم يكن من وسائل الإعلام والاتصالات سوى الراديو والهاتف الأرضي الذي لا يمتلكهما سوى الأسر الغنية , ولم يكن من الوسائل التكنولوجية أي شيء يذكر , كالتلفزيون والكمبيوتر والإنترنت والخلويات, ويمنع خلوة الفتاة بالشاب خارج البيت .

ولما بدأ الغزو الثقافي الأوروبي يجتاح بلادنا , أصبح الأمر يتغير رويداً رويداً إلى أن وصلنا التلفاز والكمبيوتر والإنترنت والفيديو والصور المتحركة على شاشـــــــــــــــات الفضائيات , بعضها إيجابي وكثير منها سلبي وخطـــــــــير .
وبدأت المرأة تطالب بحريتها وتحررها من قيود واستبداد الرجل .ونريد الآن كشف مستقبل المرأة في ظل التقدم الحضاري المزعوم في الدول الغنية أولاً .

1ـ من المتوقع زيادة عدد العنس من النساء في العالم, سنة بعد أخرى ,
ليس بسبب الفقر فحسب , بل بسبب البذخ والترف عند الأسر الغنية , أو بسبب إكمال الدراسة الجامعية لتأمين الوظيفة والمستقبل , أو بسبب هجرة الشباب للبحث عن عمل , أو تعرضهم للموت من الحروب الدائرة في العالم والفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى , أو بسبب غلاء المهور , والحل لا يكون إلا بالرجوع إلى الفضيلة لمنع الزنا والقناعة بالقليل , وعدم المغالاة في تكاليف الأعراس والمهور .

2ــ ستحتل المرأة المكان المرموق والمناصب العليا ,بسبب تفوق النساء بالدراسة على الرجال, في الدولة التي تعيش فيها , حيث توجد منافسة على الوظيفة , وبسبب تزايد أعدادهن في الدراسات العليا , ومطالبتهن في المساواة مع الرجال في جميع ميادين العمل , ولم نقل إن الجنس مؤشر للحكم به على مثل هذا التنافس بين الجنسين , بل تلح ضرورة تأمين مستقبل المرأة إلى الدراسة والتفوق للكسب المادي بالاعتماد على النفس لتأمين نفسها والدفاع عن مبادئها وقيمها .

3ــ سيزيد الانحراف والفسق والفجور بين الشباب والنساء
مع تزايد الأمراض الخطيرة يوماً بعد يوم , وعاماً بعد عام , ولا بد من وضع قوانين مستحدثة لمنع الجريمة الخلقية , والعودة إلى الأديان السماوية التي تمنع الزنا بكافة أنواعه , وزيادة عدد المحطات الفضائية التي تدعو إلى الفضيلة وتنهى عن ارتكاب الرذيلة , ولتشجيع الشباب على الزواج الفاضل .
4ــ من الخطأ إعطاء القانون للفرد حرية التصرف بجسده وبشكل مطلق ,
وليس من حق الفرد أن يرتكب الزنا كيفما شاء ثم تقوم المرأة الحامل بقتل جنينها قبل الولادة , أو بعد الولادة , لأن في ذلك جريمة بحق الأطفال الذين ليس لهم ذنب , كما أنه ليس من حق المرأة أن تمارس الزنا وهي تعلم بإصابتها بمرض الإيدز , كما تعلم أيضاً على أن مخالفتها للشريعة يعرضها إلى غضب الله وغضب المجتمع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

الإباحية مؤشر لزوال الأمم
إن الحرية المطلقة التي يتمتع بها المجتمع الغربي ,لا تمنع الزنا لكلا الجنسين ولا تمنعهم من العيش سوية في شقــــــة واحدة , من غير قانون أو حتى من غير وثيقة تحمي أحد الطرفين في حالة نزاعهما , وقد يكون اجتماع الذكر والأنثى في شقة واحدة لا يلبث ألا وقتاً قصيراً قد يلجأ الرجل أو المرأة إلى طلب الانفصال ليبحث كل منهما عن خليل آخر أكثر مالاً وجمالاً ... كيفما تقتضي المصلحة والضرورة النفسية لذلك.

لذا فإن الرغبة في الزواج النظامي هو حاجة الرجل لحفظ نفسه من الوقوع في الزنا , ولبناء أسرة قوية تضم الأولاد مع الوالدين بالحياة السعيدة بين أولادهما , وبما تتمتع به الزوجة من حقوق في ظل زوجها , لتعيش باقي عمرها في رعاية أبنائها مصونة ومكرمة وعزيزة , ومن حقوق أخرى عديدة , تلك هي الحياة الزوجية الناجحة والصالحة لبقاء البشرية .

وقد يتسبب من وراء كثرة النساء الراغبات في المتعة الجنسية , فساد في الجسم واختلاط الأنساب ــ وقد يتزوج الأخ أخته لأنه لم يعش معها ولا يعرفها ولا يعرف والدها وكلاهما يعيشان في مركز رعاية الطفولة ــ ونتج هذا من تهرب الرجل من تحمل المسؤولية المترتبة عليه من زواجه الشرعي ومن تقيده لرعاية أبنائه الذين هم في النهاية لا يجني منهم خيراً ولا شراً لأنهم ملك للدولة وملك للقوانين التي تبيح لهم ما يشاءون من الحريات, وإباحة الممارسات الجنسية بشتى أوضاعها , تلك هي المؤشرات التي تنبئ الأمم بقرب زوالها .
هكذا نجد العلاقات بين الذكر والأنثى في الدول المتحضرة التي لا تسأل عن عواقب مضارها الاجتماعية والخلقية , وكأن المرأة سلعة رخيصة لأطماع الرجل فلا يطلب منها إلا الجمال والمال , وبعد إشباع رغباته منها يلقي بها إلى الشارع دون شفقة ولا رحمة , وهي كذلك لا تريد منه إلا المتعة الجنسية المؤقتة والمال , التي بها تملئ جيوبها , دون النظر إلى مصيرها التعيس بعد زوال جمالها وبعد قلة رغبة الرجال لمشاركتها جنسياً , وتعيش باقي حياتها ولم تجد شيئاً يحقق لها سعادتها سوى ما تتقاضاه من الحكومة شهرياً , والذي لا يكفيها لدفع جميع فواتيرها , ويكفي أنها تعيش وحيدة من الأهل والخلان والأولاد طيلة حياتها .

أهذا الوضع الاجتماعي سويّ ونظامي وإنساني ؟ , أم أنه وحشي وفوضوي واستبدادي لا رحمة فيه ولا شفقة ؟ أم أنه مؤشر لزوال المجتمع ؟.

إن الحيوان أكثر انضباطاً من الإنسان , إن الحيوان يصب شفقته ورحمته ورعايته على أبنائه لأنهم من أب واحد وأم واحدة , ولم يكن الحيوان فوضوياً في شهواته كالإنسان , بل جعلته الفطرة ينظم حياته الجنسية فلا يطلبها إلا إذا كانت الرغبة ملحة لكلا الطرفين لا لأجل جمع المال , بل لأجل التكاثر والمحافظة على الجنس من الانقراض , أما الرجل الذي يتزوج الرجل , والأنثى التي تتزوج الأنثى في المجتمعات المتحضرة , فهو عامل أساسي لانقراض البشر في الدول المشجعة على هذه الممارسات , وحياة مثل هذه الدول قصيرة جداً لأنها خالفت الأنظمة الطبيعية وخالفت الفطرة الإنسانية لقوانين البشر .

إن فتح المجال للفتاة والشاب للعمل على ما يشاءان لإشباع رغباتهما الجنسية في دائرة الحرية المطلقة , سيؤدي إلى انهيار الدولة التي تشجع على مثل هذه العلاقة إن آجلاً أو عاجلاً .

إن الدول المتقدمة حضارياً في عالم التكنولوجيا , لا يهمها إلا جمع الدولارات لتأمين رفاهية شعوبها , ويؤمــــــنون بأن الفسق والفجور والحريات المطلقة ستؤمن للدولة مزيداً من الربح المادي وبخاصة عندما تمتد اليد الصهيونية العالمية لتقدم أجمل بنات الدنيا للمراهقين من الشباب , وعرض هذه السلع الخسيسة الرخيصة على شاشات الإنترنت والفضائيات العالمية, تحت اسم العولمة الثقافية .

ومن هذا المنطلق فعلى المرأة في كل أنحاء العالم أن تثقف نفسها بثقافة العفة والطهر, وأن تحرر نفسها من شوائب الانحراف المهلك لها وللدولة التي تعيش فيها , وتدرك الأخطار التي تلتف من حولها ومن حول أطفالها , وأن ثقافة المرأة الغربية ينبغي ألا تنحصر على ما يقدم لها من ثقافة جاهزة فحسب بل عليها أن تدرس ثقافة غيرها حول سلوك وواجبات المــــــــــرأة مع زوجها بكل ما يتصل بها من تفاعلات اجتماعية ونفسية وبيئية لكي تستطيع الدفاع عن نفسها وعن تطلعات زوجها وأولادها , في ظل الثقافة الشرعية التي تظهر الصواب والخطأ في جميع المعاملات المحيطة بها.

والثقافة بشكل عام قد يكون مصنعها من المجتمع المحلي , أو من مصنع الدول القوية المسيطرة على العالم الثالث , والفرق بين الثقافتين هو الواجب تمحيصه , وعلينا أن نضع الثقافات المستوردة في بوتقة المختبرات لتحليلها والأخذ بما يناسبنا وطرح ما يفسد أجوائنا من سلبيات حضارية لا تعترف بالمبادئ الأخلاقية السوية , إلا من خلال الكسب المادي فقط , وعلى المرأة أن تدرك , أن ليس كل ما ينتج من ثقافات يصلح استهلاكه ومضغه , وبنفس الوقت فهي لا تستطيع حجب ابنها عن حقول المعرفة على شاشة الإنترنت , بل عليها تشجيعه ليعرف صحيح ما درس وباطل ما عرف , لكي يتسع فكره وإنتاجه , لأن لغة التلقين قد ولت وجاءت لغة البحث والتعلم عن بعد , وعلى الأم فقط توجيه طفلها للبرامج التي تنفعه والمتناسبة مع عمره وعقله , فقد تكون الكلمة مغشوشة وقد تكون الصورة الرقمية خادعة , وصنـّاع الثقافة يتعمدون لذلك الغش والمخادعة لكي يسهل عليهــــم دخول الغش المحلى إلى القلب , ليبطل ما في العقل من صحيح الرؤى , وهذه هي العولمة الثقافية المغشوشة التي يروجها أصحاب المصانع الثقافية لأبنائنا ولبناتنا العنس , اللواتي ينتظرن دورهن في الزواج بأمل ضعيف .
لقد تفشت العلاقات الجنسية الباطلة , في الدول المتقدمة , ويشترط معظمهم عدم الإنجاب لتحاشي مسؤوليات تربيتهم وعلى المرأة المسلمة أن تدرك خطورة ما ينادي به الغرب.

, ونتيجة لذلك سيزداد عدد الكهول ( كبار السن) على عدد الشباب , وتقل معها اليد العاملة , مما يجبر الدولة الغنية على استقطاب المزيد من المهاجرين الجدد , وإلى متى ستبقى هذه الدول تستقطب المهاجرين الجدد ؟ , ألم يأت يوم يصيب هذه الدول عجز وقهر وفشل وسقوط ؟؟؟

إن المرأة في الدول الغنية , تتمتع بالتأمين الصحي , وتتقاضى راتباً شهرياً من الحكومة إذا لم تجد عملاً , وقد تؤمن لها الدولة عملاً ليزيد دخلها ورفاهيتها , وتعاشر ما شاءت من الذكور , وإن لم تجد ذكوراً فإنها ستلجأ إلى الوسائل التكنولوجية التي مر الحديث عنها في الصفـــــــحات السابقة , وتجد القانون في حمايتها , وتعيش بلا أولاد لأنها لم ترغب في الإنجاب , أو لأنها لا تتحمل مسؤولية تربيتهم , أو لأن الأولاد سيكون مصيرهم للانحراف فلا فائدة منهم .
وهل يمكن للمرأة في الدول العربية أن تصل إلى ما وصلت إليه المرأة في الدول المتقدمة تكنولوجياً ؟ والجواب يحتاج إلى معرفة ثقافة المرأة العربية , دينياً وخلقياً , بالرغم مما وصلت إليه بعض النساء في الدول العربية إلى باب الفساد , فقدمت لهن وسائل التكنولوجيا المشـــــــــــــــــــجعة علــــــــــــــــى
الانحــــــراف , ومنها الكمبيوتر والإنترنت , والمحطات الفضائية والفيديو وغيرها , إلا أن القنوات الفضائية المسلمة قد تحقق هدفها في نشر الفضيلة بين الناس , رغم عدم كمال ما يذاع , لأن التعصب الديني غلب على الواقع الاجتماعي الذي يتعايشه الناس .

ولكن هل نستطيع الاستغناء عن الإنترنت والقنوات الفضائية والجواب لا , ولكن يمكن التحكم في بث البرامج الفاضــــحة لمنع الشباب من رؤيتها , وفسح المجال لإبراز البرامج العلمية لفائدة أجيال المستقبل وحفظهم من إضاعة الوقت في الأمور الخطيرة .