اسقاطات على "مفاتيح لزنزانة الروح"/ريمه الخاني
للشعر سلطة على متقبله سماعا أو فرجة أو قراءة,وهنا يمكننا فهم إشادة الشعراء بالحضورالمتذوق.
فللشاعر فصيلته الدموية وسلالته الشعرية التي ينتمي إليها وله شجرة عائلية يرجع إليها في جيناته الإبداعية.
والمستهلك مثل الشاعر له مزاجه في التقبل ,وقد تطور المتلقي كتطور الشاعر نفسه حيث بات يعطي عنوانا لديوان أو قصيدة حب مزاجه لا كما هو.
كان هذا مقتطف من مقال "المنصف المزغني"في مجلة دبي الثقافية العدد95 ابريل 2013
*******
ستسالونني لماذا هذه امقدمة؟ذلك لأن مابين يدي ديوان مميز أتى مع المجلة المذكورة للشاعر:محمد علي الخضور "مفاتيح لزنزانة الروح"
كان الديوان الفائز الأول بجائزة الشعر لدبي الثقافية ويستحق:
ديوان الومضة الشعرية الذي طفا على سطح الشعر مؤخرا,باختزال وتكثيف ومعان عميقة ممتعة.
ولكن لماذا زنزانة الروح؟وهي زاوية الحرية وطيف اللطائف والتاملات الروحانية الخاصة؟فكيف كانت للشاعر سجنا؟لقد حقق الدهشىة وقدم أوراقا ثبوتية شعرية تعلن عالما شعريا ممتعا في ومضته.
لقد تحققت سعادتي الأدبية من خلال إيجادي لتلك الجوهرة الرائعة,وأنا أتجول بين أعشاش الكتب وزواياها الثقافية الرائعة,التي تفوح عطرا بروح شعرية مسكية العبق.
لغة بسيطة ومواضيع منتقاة يعناية وقد مدت جسورها إلينا بنجاح.
إليكم بعضها منها:
ولا أضاء كلامٌ
في حناجرهم
ولا تفلت من خلخالهم
قبسُ
لو كان قدّ قميصُ الصمت
من جهة
لكنت ُ قلتُ
على أبوابنا همسوا
******
لم يتركوا غير طلّ من تنفسهم
على زجاج المدى
يساقط النفسُ
يزيد من غبش الرؤيا
فامسحه بماء صوتي الذي
في الصمتِ ينبجسُ
********
ربيتُ عمرا يتيما في ضفائرهم
قصّوا ضفائرهم
فالعمر يُختلسُ كانوا وكنا
مرايا في تقابلها
الروح واحدة
والظل ينعكسُ
*********
كتيب من القطع الصغير ذو ال121 صفحة. المليئ بالجواهر الثمينة.
وبالتوفيق دوما
ريمه الخاني 15-5-2013