كيف أبدأ

لا أعرف كيف أبدأ وأحكي عن حبيبتي للكتابة عن سحرها والقلم حائر أمام مشاعري لا يدري كيف يترجمها لكلماتٍ يفهمها البشر ... فكيف سيحكي عن الملاك الّذي لم يسمع عنه إلّا في دنيا الأحلام ... وجاء إليه بنفسه وتربّع على عرش قلبه وبسط جناحيه على كرسيْه ... أم سيحكي عن مخلوقٍ علويٍّ غيّر حالي وفكّ قيود قلبي وفتح سجن كلماتي وطرد أحزاني وأشجاني وأعاد البسمة الّتي نسيت شكلها لشفتاي ... أم عن شهد الصّداقة الصّافي الّذي تجسّد في كلمات إخلاصٍ ما سمعت مثيلاً لها في القوّة والصّلابة والحكمة والمحبّة والخوف على الصّديق ... لا لأنّه مجرّد صديق بل لأنّه أخو الرّوح وظلّها وحبيبها ... أم أحكي عن قلبٍ تفحّم سواداً لكثرة ما بكى من أسى الفراق وكم نادى لمحبوبة قلبه وبعث إليها التّحيّات والأشواق مع نسمات الهواء وضوء القمر , ولازال على أمله غير كالٍّ ولا مالٍّ , مستمسكاً بالربّ مجيب دعاء العشّاق الهائمين ...
ومع كلّ ما كتبت إلّا أنّي أشعر وكأنّي لم أحكِ شيئاً ولم أصف شيئاً من كلّ ما طرحت ... ربّما لأنّ المشاعر قد سمت عن الوصف والتّعبير , وعجزت عن إيجاد كلماتٍ تناسبها وتشابه ما آل إليه القلب من هيامٍ وشوق وتتيّم .
فهنيئاً لك يا محبوبتي ... هنيئاً لك بي ... هنيئاً لك بعبْدةٍ لم يكلفك شراؤها سوى كلمة أو كلمتين ... وأكثر ما في الأمر ظرافة أنّها إلى الأبد ستبقى لك لا ثمن لعتقها من يديك .

مع خالص حبّي
نورا كريدي