طريق الراحلين/للناشئة


لقد جفت دموعة من كثرة بكائه على الأحباب,يفقدهم في فترات متقاربة وكانها حمى الموت تنتابهم بنهم,ومازال يرى أمه تخبئ دموعهها عنه كيلا يشعر بالفقد,
لكنه شعر بذلك وكفى,ومازالت أسئلته الملحة تطرق على رأسه الصغير:
-لماذا خالي اختفى؟وعمي وجارنا ووو....
-إنها الأحداث ياولدي ...هي الفتنة التي لم نستطع درءها...هي...
كل هذه الردود لم تشف غليله ...
لم يفهم حتى مامعنى فتنة! ولا أحداث! ولا حتى ماذا يعني الموت حقيقة ,هل فعلا لن يعود الأحباب؟
بات ساهما شاردا حتى عن دراسته ,وبقي مصطلح "عبوة ناسفة" مبعثا للبحث في قواميس اللغة ,كما علمه الأستاذ في المدرسة ,عله يجد لها معنى محددا.
امتحانه في الغد وماانتهى بعد من المذاكرة , بات تسعصي المذاكره عليه لايدري لم ,إنه لايستطيع رغم أن والده كرر على مسامعه كثيرا جدا:"
-كن قويا ولاتجعل الأحداث تحطمك انت الفرع الباقي في هذا الزمن,,والحياة ستستمر..بنا أو من غيرنا...
عندما جاء هاتف المرشدة الاجتماعية في مدرسته متهدجا قائلا بلهفة ووجع:
-ألغي الامتحان غدا بسبب أذى أصاب المدرسة بسبب عبوة ناسفة...
سقط على الكرسي الواسع منهدا...يريد البكاء صارخا بعبارته التي كررها كذلك كثيرا بلا إجابة شافية:
-لماذا؟ لماذا؟ وهل لنا ذنب بما يحدث؟
نظر الجميع إليه...حيث دخلت صديقة والدته الدكتورة التي كان يراها من بعيد ..ودون ان يسألها سؤاله الملح ..
وعندنا اقترب منها قالت له بعد نظرة حارة لوالدته من طرف عينيها وكأنه الاتفاق:
-لاتقل لماذا فقط أفرغ أسئلتك على الورق واكتب كل ماسمعته وتعرفه وتشعر به ستجد الجواب فورا مرزوعا في أوراقك ..لكن لاتنس أن تمزق الورقة بعد هذا....لأن هذا كله ستبقى ثماره في عقلك فقط.
عندها نظر لوالده ..نظر إليها من قال بعفوية:
- كيف ولماذا؟
9-5-2013