2013-03-27



لوس أنجلوس تايمز - الجزيرة نت | في مقال بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية، حذر أكاديمي أميركي من أن العراق في طريقه إلى التفكك، وأن الولايات المتحدة لا تفعل شيئا للحيلولة دون ذلك، فيما أنحى باللائمة في ذلك على رئيس الوزراء نوري المالكي.
وساق هنري باركلي -أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي في ولاية بنسلفانيا- العديد من الأسباب التي يرى أنها تدعم رأيه.
وأضاف أنه لا مناص أمام العراق لتجنب ذلك سوى تبني اللامركزية نهجا للحكم، وليس بتقوية "عضد شخص واحد هو المسؤول الأول عن دفع الأطراف بعيدا عن بعضهم بعضا"، في إشارة إلى المالكي. وأشار الكاتب إلى أن تصرفات المالكي، مثل استهدافه وزير ماليته السابق والقيادي السني البارز رافع العيساوي وملاحقته نائب رئيس الجمهورية السني الآخر طارق الهاشمي، قد تكون الشرارة التي تشعل نار حرب أهلية في البلاد كما "تمثل مسماراً آخر في نعش العراق الموحد". واعتبر المقال أن سياسات المالكي فاقمت بصورة كبيرة التوترات في مناطق العراق السنية، وما الاعتصامات الأخيرة إلا دليلا على ذلك.
ثم إن العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق باتت هي الأخرى شديدة التوتر، مما جعل التعاون بينهما "صعباً إن لم يكن مستحيلاً". ولعل ثالثة الأثافي أن الصراع الدائر في الجارة سوريا يلقي بظلاله الكئيبة على العراق، فالمالكي
- كما يوضح باركلي في مقاله- يخشى من تدفق أمواج المقاتلين السنيين عبر الحدود مما قد يُضرم نيران الحرب الأهلية في العراق ثانية. ويرى الكاتب أن ما وصفه بميول المالكي "الاستبدادية المتعاظمة" تقود بلا شك البلاد إلى التقسيم على أسس طائفية وعرقية، لا سيما أنه يعتقد أن انفصال الأكراد بدولتهم أصبح "مسألة وقت". ولهذا السبب -طبقا للمقال- فإن الهاجس الذي يستبد برئيس الوزراء العراقي هو كيفية ترسيخ سيطرته على المناطق الشيعية والعاصمة بغداد. ولم ينس أستاذ العلاقات الدولية أن يوجه سهام نقده اللاذع إلى وطنه الولايات المتحدة، التي قال إن تصرفاتها تصب في مصلحة المالكي، مضيفا أنها كلما "تعاطت مع المالكي فإنه يشعر بنوع من الجرأة ويجنح للمغامرة". ولام واشنطن لأنها لم تحاول كبح جماحه. وخلص الكاتب إلى أن اللامركزية هي الترياق لحل مشاكل العراق، فهي تعد بقسمة عادلة لعائدات البلاد من النفط، معتبرا ذلك العصب الوحيد الذي سيبقي البلاد موحدة.