أغلبنا يطري ويمدح المكثرين من شعر الحكم ومابحثوا بعد أبعاده في الشعر العربي القديم ولاتراثنا وما يزخر فيه منه.
ويمكننا اعتباره من أنفس الشعر المعرفي عموما.
وقد صادفت بحثا هاما حول ذلك بعنوان:
علم الأدب عند العنتري المتوفي سنة 560 هـ دراسة في أصول الحكمة.للدكتور أحمد علي محمد في العدد 128 من مجلة التراث العربي الصادرة
عن اتحاد الكتاب العرب.وهو بحث هام وقليل من نوعه,ذلك لقلة من رصدوا جذور شعر الحكم.
ويقول الدكتور:
ان ابن عباس كما قال الجاحظ اول من استعمله إذ قال: كفاك من علم الدين ان تعرف مالايسع جهله,وكفاك من علم الأدب ان تروي الشاهد والمثل,في حين أن كثير من النقاد زعموا ان علم الأدب منجظ اصطلاحي محدث ,جاء في سياق الثقافة الحالية والنقد الجديد,بيد ان "مراد ابن ابي أصيبعة"
في قوله الآنف يجانب تلك الدلالة ليحيل على الجانب المعرفي في الأأدب نفسه,وقد وضح مراده في قوله: وله شعر كثير في الحكمة.أي ان علم الأدب عنده هو الفلسفة والحكمة.
ولأن أدباء ذاك الزمان انصرفوا للجانب المعرفي من الأدب نراهم اتصلوا بالحكمة والفكر من خلال الطور العقلي الذي جازه التفكير الأدبي وانتج اتجاهات جديدة,فتحول الشعر
في تلك الازمنة المتاخرة لمتن من متون المعرفة.
فأظهرت نوعا من انواع التخصص المعرفي.
ويظهر هنا اسم لامع في هذا املجال هو: أبو المؤيد محمد بم املجلي بن الصائغ الجزري العنتري كما قال أبي أصيبعة,كان طبيبا وعالما مذكورا حسن المعالجة ,جيد التدبير وافر الفضل,فيلسوفا,شغل بداية بتدوين سيرة عنترةفنسبت له هذه الكنية,ثن تحول للطب فبرع فيه,
وقد عني أبي أصيبعة بترجمة حياته في كتاب: "عيون الانباء في طبقات الأطباء" والآخر :صلاح الضفدي في كتابه : الوافي بالوفيات للعنتري جملة من المؤلفات منها: النور املجتبى من روض الندماء وتذكار الفضلاء الحكماء.
نزهة الحياة الدنيا .
رسالة حلكة العالم كان شاعرا محسنا وقد قصر معظم شعره على الحكمة ووصف النبات من اجل ذلك تبدت فيه النزعة العلمية,وهذا ماأكده أبي أصيبعة.