الندامة..
بقلم( محمد فتحي المقداد)

في أيام الدراسة الابتدائية, مررت بقصة ذلك الرجل العربي, صاحب الندامة الشهيرة في كتب الأدب، حتى أصبحت قصته يضرب بها المثل، حيث قضم أصابع يده من شدة ندمه على ما اعتقد أنه الفشل في صيد المزيد من الغزلان، حيث لم يتبين في الظلام, وقيل في ذلك :" ندم فلان كندامة الكُسَعيّ".
وبهذا أرى أن الندامة، إذا كانت وقفة مع الذات لِفَوْت أيامٍ خَلَتْ كانت مليئة بالخطايا مشحونة بالملذات‘ ربما تكون درجةُ من درجات التوبة النصوح‘ وذلك إذا عقد صاحبها النية عليها‘ وعدم التراجع والالتفات للوراء، إلاّ إذا كان لتقييم المسيرة الحياتية؛ واستنباط العبر منها.
وإذا كانت الندامة على فَوْتِ فرصة‘ فمن الممكن أن نعتبرها علامة على الطريق وليست نهايته، مما يدفعنا للمُضيّ قُدُماً على المتابعة حتى النهاية ..
وكثيراً ما تكون الندامة تبكيتاً للضمير.. ..

الكرك \ الأردن
==================================

ارفع رأسك.. أنت حضرة في الكرك


الكرك صانعة التاريخ، الذي لم يبرح أكنافها، حتى أصبح كعاشق في محرابها ..
لا تزال تتراقص على لحن صليل السيوف وصهيل الخيول..
تتربع على قمة المجد‘ التي ترنو إليها العيون، وتهفو إليها القلوب..
تتلفع بملاءة الصخب الحضاري الذي لا يتوقف ..
جاء في الكتاب المقدس على لسان سيدنا موسى عليه السلام عن الكرك:
" يا نصيب العز، ويا عصا الجلال ".
وكذلك ورد في الكتاب المقدس:" لا تقاتل مؤابيّ، ولا تصالح مؤابي ".
ولكن أهلها الكركيذة قالوا:
" عزة شواربنا أسوار الكرك، مش حجارها".
أنا في حضرة الكرك ..
في مهابة العز ..

( الكرك المقصودة هي كرك الجنوب في الأردن)

محمد فتحي المقداد
الكرك \ الأردن