منقول / جرير


من قحط لبك صار البدر أقذارا
وبات جنبك بين الشوك محتارا
وحنظل اللفظ في بيدائكم شظف
وفي النفايات تلقى الهمّ قنطارا
فيها الهوام على أرزائكم رقصوا
تدغدغ الشر في الأفكار أشرارا
لو كنت كلباً ألا تحتاج قصعتنا
لتلعق الماء كي تبقى لنا جارا
قد كنت فظاً على من كان أفضلكم
بالدين يعرف . كان الله جبارا
لو كنت تيساً ألا تحتاج معلفة
لتأكل التبن في المخلاة والقارا
فكيف تحجب ما أعطاك خالقنا
عن العباد أليس البخل مهيارا




لا تعط شيئاً به منٌ وبعض أذي
الله أكرمنا قوتاً وأثمارا
تلفق القول للخلان مهزلة
يلف فيك القذي بالكأس أضرارا
وتزرع الحَبّ في أرض مجردة
لتحصد الشوك والغسلين والعارا
قلي بربك من أعطاك موعظة
وما اسم شيخك حتى صرت مختارا
يا للخيام التي ما زلت تسكنها
هلا تذكرت أرياحاً وأمطارا
كم استلفت لجرف الأرض معولة
فالناس للناس يا من كنت عيّارا
وكم لبستم من (البالات) مئزركم
حتى غدوت مع الزعران سيارا
الكل يعسر والأيام في دول ٍ
من سره القط يأتي الذئب مكارا
(وقل لمن يدعي في العلم فلسفة)
الجهل خيم في أحشاكم نارا