وعليكم السلام .. أهلا بك يا راما وشكرا على سؤالك القيّم
في التاريخ البشري الكثير من النماذج الناجحة عربيا أو غربيا ويمكن الاستفادة من نجاحاتهم وتجاربهم وأفكارهم
والنمذجة حتى تكون بكل معناها تحتاج لشخص ناجح حي نراه أمامنا وهو يمارس مهارته الناجحة فنتعرّّف على استراتيجيته الناجحة بهذه المهارة ثم نحاول نقلها لآخرين يريدون اكتساب نفس المهارة الناجحة
وبعد غرس هذه الاستراتيجية الناجحة فيهم يمكنهم ممارستها ومن ثم إضافة بصمتهم الخاصة لهذا النجاح فيكونون بذلك قد بدؤوا نجاحهم من حيث انتهى الآخرون وليس من الصفر ثم يضعون لمساتهم الخاصة
ولا يمكن لأي نجاح جماعي أن يبدأ إلا من أناس حققوا نجاحاتهم الفردية ثم انتقلوا ليصنعوا نجاحا جماعيا مع أمثالهم, لأن النجاح الفردي لا يمكن أن يُشبع صاحبه بنتائجه الضئيلة بالنسبة للنجاح الجماعي الذي تفوق نتائجه التوقعات ويتجاوز المنطق الذي يقول 1+1+1=3 وتصبح النتيجة 10 أو 100 أو أكثر, لأن تضافر الجهود البشرية تؤدي لنجاح أكبر يتم فيه دمج الخيال والإبداع والفكر الناجح وترجمته على الواقع بتعاون خلاّق.
لذلك أقول أن الوقت دائما مناسب لعمل الشيء الصحيح, والتطوير أمر لابد منه حتى نستطيع أن نواكب التغيير في العالم, والله تعالى يقول:"لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم", لذلك أي تغيير يبدأمن تغيير الذات أولا ومن ثم التعاون والتعاضد لتحقيق التكامل الجماعي.
وما يحدث هذه الأيام هو أمر لا يسهل علينا أن نطيقه, لذلك أقول أن كل إنسان في هذه المرحلة وكل مرحلة مسؤول أمام الله عن عمله ونيته وقلبه وعندما كل إنسان يقوم بما عليه القيام به ضمن ما يطيق نستطيع أن نقدم شيء ولو بسيط لأنفسنا ولمن حولنا, ومع الوقت هذه الأعمال الصغيرة تتزايد وتنمو لترفع من سوية المجتمع وتتحول لأعمال عظيمة بشرط استمرارها
ليعمل كل منا ما يقدر عليه حتى يرضي ضميره ويكون جاهزا للقاء ربه, وبنفس الوقت يرى أعماله كيف تنمو وتتوسع لترسم نجاحا فرديا يلتقي مع نجاحات الآخرين ومن ثم نصبح مؤهلين لإحراز نجاحات على مستوى جماعي
وأعتقد أن أهم شيء نقوم به في هذه المرحلة إلى جانب المساعدات المقدور عليها هو بثّ الأمل ورفع الهمم ودعم العمل والتوكل على الله والتذكير بالصبر على الحق
(والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)