-
الإيقونة الأنوارية
الإيقونة الأنوارية
في عشقها تتدحرج الأشواق ككرات يتقاذفها موج لهو أرجل الأطفال بعفويتهم.. وبراءتهم..
في فناء محيطها اليومي ومدارها الفضائي..لها عالمين فقط ،العالم الأول عالم أولادها بتصاميمه الهندسية المعروفة الأبعاد والمساحات والتصاميم وكلهم من الفتيات حيث احتضنتهم ليس في تجويف القفص الصدري ولافي شغاف القلب بل كان جسدها المثير للدهشة كله خيمةَ رَسُوُخْ احتضان لهن.. تتفنن كل يوم في رسم خارطة المستقبل المجهول لهن وتقترب من حافات التيه والخيال كل آن في حمل التي سكوير لتدرس تصاميما اعدتّها مخيلتها الواسعة كالمجرات والفلك لتصوراتها حول مستقبلهن دون أن تخبر أحدا.. والعالم الثاني هو عالم شغفها بالعمل الوظيفي فهي بارعة حدّ الكمال ومخلصة ومتفانية وعاشقة له لا يتواجد الناقدون في مساحة التقاط أخطائها .. المستحيلة التحقق... فجأة دخل ذلك العالم التخيلي ما هشّم الكثير من لا أباليتها ومن آليات حياتها الرتيبة بين العالمين ،المبنية على الصمت والكبت والكمد واللابوح واللاستقرار في ظل زوج لا يعلم ما حوله ولايآبه ولا يبالي...فقط يقطف لذاذة ما يريد منها ولا يشاركها في حراثة وتعزيق أرض مخيلتها.. اعدتّها هندستها الزراعية المستقبلية بل خلقته الأقدار لها ليقطف ناضج ثمارها المتدلية الأغصان له.. والأشجار الرواسخ لا تمتنع!دخل حياتها بخلسة الأقدار كالدموع المغادرة المدامع المنسابة على خد وهاّج فانقلبت مفاهيمها للحياة.. لم تتوقع ولم يتوقع بالمطلقية ان تهبه هذه الأيقونة الكتومة الحزن الدافق ، الابواح التي من المستحيل أن تتسطر بكلمات تحمل صفة التوثيق والرزانة.. سقط في شباك عشقها المستحيل التصديّق تجرأ واخبرها فلم يجدها إلا حاملة مشعل سباق الماراثون!! يلتهب لاهثا محترقا وهي لاتنير له سكّة خطوط السباق ولا تضيء مسالكه ولا تمنعه من المشاركة بحجة المنشطات!وجدها تُطفيء لهيب الشوق وضراوة الشغف وتباشير الوجد الشاهق الباسق تؤادهن في توادّها الغريب – العجيب!!ولإن الجراح تهدأ في يوم أو شهر أو سنة وقد لا تلتئم وقد يكون الجسد كله جرح واحد قرر قرع ناقوس الوداع في كنيسة عشقها كان صمتها يحاوره ووَجْدِها يجاوره ولكنها كتومة حد غيض الصمت.. تفتح نصف النوافذ لولوج عطر عشقه ثم تغلق نصف الأبواب.. أعدّ لها رسالة فيض بروقها مطر دامع في سمائه ورعدها مقاطعة رؤيتها بقرار محكمة التعلّق لا التعقّل...شاهدت انطفاء لجذوته اليومية.. لمست ظلم مقاطعته وظلامها وجدته يجول في خاطرها تائها دون جدوى ..فقد وهبها ترنيمة الوداع المجانية.. وأنشودة للوداع لم تحلم برسم سيناريوهاتها..وصياغة ألحانها... وصلتها الرسالة النصيّة.. لم ير سحنة المتلقي ولا فجائية الصدمة....كان ساعات انتظار الرد أطول من عمر نوح.. وصلته هبة قبضة الروز..أنتَ جداً غلطان!!أنت مكانك خالي! وأنا حاولت إخبارك ولكنك لم تفسح وقتا لي بالبوح .. أي للسفينة بالرسو!!أين مكانه الخالي؟ في أي بطين او أذين أو وريد لقلبها؟ لا يعلم! فلم تخبره..وقادت الحديث لمسار تجاري بعيد عن تؤجج مشاعره المحترقة الذؤؤب..إنها لم تزعجه مرة ما وإنها لم تخطئ بحقه وإنها تحترم موقفه بالمقاطعة!!وإنها لا تضغط عليه!!قطعتّه كصليب لم تَرْتدِه في عنقها البلوري!
هالة الأيقونة الأنوارية نافذة على ملكوته للأبد.
يامن هواه اعزّه وأذلني
عطفا ولو طيف الخيال يزورني
يامن بسحر جفونه سحر الورى
كيف السبيل إلى وصالك دلني؟
عزيز الحافظ
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى