كانت شمسٌ تمسح زينتها عن وجه الأرض.!
والماء خفيفاً يحمل مركباً من ورق، شراعه نبضة حب، ومجدافه جناح نورسٍ أتقن الانتماء إلى عشّ أسكنه في أحرّ مواسم اليباس، حديقةً وارفة الظلال، نسيمها ندى صباح، وفراشاتها شهد النشوة.
كيف يجري الماء تحت مركب من ورق هشّ.. ولا يغرق.؟
كيف يصير الورق أثقالاً تنزل إلى قاع بحيرة ماؤها آسن، ما فارقت يوماً غرابيب الشؤم..
وعلى شجرة الزقوم البعيدة، أنصتت بومة شؤم إلى بوح عاشقين، علّمها نابُ مخرّفٍ مغربيّ، كل فنون الشقّة التي تعلّمها من كتب الردّة.
نتفت ريشاتها السوداء، طحنتها بهون الحقد، ومزجتها بعاقصة عقرب ميت، ثم لوّنتها بالأحمر الخمري وسكبت فوقها زيتاً معصوراً من فتافيت عظام آدمية، ولفّتها بطرف شالٍ بنيّ.. ثم قالت للماء خذه إليهما..!
ع.ك