حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أنَّ أمَّ سلمة زوج النبي أخبرتها، عن رسول الله:
أنه سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال:إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها. رواه البخاري
دلالات ومعاني ألفاظ الحديث:
(إنما أنا بشر)دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم يثبت صفة البشرية على نفسه ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.
(وإنكم تختصمون إلي) يعني إذا كنت بشراً مثلكم فإني لا أعلم من المحق منكم ومن المبطل.
(أن يكون أبلغ من بعض) في الحُجَّة، أي أفصح وأقوى كلاماً وبيانًا.
(فأقضي له بنحو ما أسمع) لهذا كان الواجب على القاضي أن يحكم بالظاهر، والباطن يتولاه الله عزّ وجل، إلا أنه في حال الاشتباه يجب أن يتحرى ، لكن إذا لم يوجد قدح ظاهر فإنه يجب عليه أن يحكم بالظاهر، وإن غلب على ظنه أن الأمر بخلاف ذلك.
(فمن قضيت له بحق مسلم) أن حُكم الحاكم أو القاضي لا يحلل حراما ولا يحرم حلالا، فلو أنه حكم للمبطل بمقتضى ظاهر الدعوى ، فإن ذلك لا يحل له ما حكم له به، بل إنه يزداد إثماً، لأنه توصل إلى الباطل بطريق باطلة ، أما تقييد المسلم خرج على الغالب وليس المراد به الاحتراز من الكافر ، فإن مال الذمي والمعاهد والمرتد في هذه الحالة يأخذ حكم مال المسلم.
(فإنما هي قطعة من النار) أي حرام يئول به إلى النار .
(فليأخذها أو ليتركها) ليس معناه التخيير ، بل هو التهديد والوعيد ، كقوله تعالى : فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وكقوله سبحانه: اعملوا ما شئتم.
كلمة من أبو رند: شاركني بهذا الحديث زميل لي بمناسبة التقييم السنوي الذي يحدث في الشركات بداية كل سنة عن السنة التي سبقتها ويحصل على إثره ترقيات بالمناصب الوظيفية أو زيادات سنوية على الراتب الشهري و سيلحظ المتأمل بالحديث انطباق هذا الأمر على الحال في الشركات وغيرها ... المسألة هنا لا تتعلق بقاض ومتهم ومحام معسول اللسان وآخر جاهل بالبيان، بل تشمل أي قضية يكون بها أكثر من مختصم وهناك متخذ قرار أو صاحب سلطة يحكم بينهم، كما أنوه إلى أن كثير من الدول العربية للأسف تحكم بأحكام وضعية فعلى الملتزمين الذين يخافون ربهم أن يمتثلوا لحكم الشرع لا للأحكام الوضعية (في مسائل تقسيم التركة على سبيل المثال)، أعاننا الله وإياكم على الرضا بما قسمه الله لنا وأبعدنا عن الحرام ما علمنا منه وما لم نعلم.
منقول للفائدة – أخوكم أبو رند
لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء