ربيع الخريف ,,,,,, للشاعر: عبد الرحيم محمود
قلبي بحبك مجنون ومأسور
كيف السبيل لما خط المقادير
فلست يعقوب في صبر يهشمه
فراق يوسف أو يرضيه تفسير
على قميصي دماء البعد تقتلني
يرضيك هذا ؟؟ وجنحي فيك مكسور !
فتشت عنك وآمالي تراودني
بأن يساقيك غيمَ الحبّ عصفور
وأن أراك بشرياني وأوردتي
نهر الحنان ، فمالي اليوم مهجور ؟
نثرت وردي على شط الهوى ذبلت
كل الورود ولم تجد المحاذير
في ملح بحرك أصدافي ذوت أملا
هيا اسكريها فكأس العشق بلور
ولتتركي الوهم ما قبلي غدا أثرا
يمحوه حبي فقلبي فيك مشطور
أريد أنثاي لا ريحا تمزقني
فأنت عيني وأنت الحب والنور
كوني الشروق على أنات ساقيتي
فمن أنيني غدت تبكي النواعير
ذهبت شرقا وغربا باحثا عبقا
لم يجد بحثي ولا أجدى المشاوير
هاتي هضابك أبني عش أوردتي
لكي يسافر نحو الحب مقهور
لا تتركي قلبك المكسور يملكه
الا الذي فيك مجنون ومبهور
دعيك ما كان لا يجديك فاتنتي
ولتشرب الحب من كفي الأزاهير
ولا تقولي الذي قد مر يأسرني
ما عاش في الحب مسجون ومأسور
العمر يمضي وأيام تضيع سدى
وخصر عودك بور بعده بور
دعي ورودك تسقينى شذا قبل
ويزهر الحب في عينيّ لا السور
ما شهريار كمثلي عاشق قمرا
يا شهرزاد ولا في الحب طاغور
عزفت حبك نوارا وأشرعة
لم يجد عزفي ولم تشد العصافير
ما مثل حظي سوى من صاغ من عسل
حرفا ليُمْدَحَ عبدُ الذل كافور
جازاه سجنا وقطفا من ثعالبه
ما ذاق يوما وعادته النواطير
أذنبت سيدتي في حب فاتنة
فهل لذنبي إذا ما تبت تكفير ؟
إذا اعترفت بذنبي هل يسامحني
والذنب بعد اعترافي منك مغفور؟
ونبضتي قد روت بالدمع أوردتي
هل للسجين إذا ما مات تحرير ؟
حنيت كفيك من شوق يمزقني
حتى تعجب من فني النحارير
قد فقت كوخا ودالي عند رسمك هل
تجدي الحروف وهل يرضيك تصوير ؟
زرياب أيقظت من عزفي ليسمعني
وطاف في أفق العزف الزرازير
وأشرق الحب من قيثارتي وبدت
موجات حبي فهل لي منك قطمير ؟
يجدف النهر عكسي كي يباعدني
عن نيل رمش عليه الحب مسطور
لكن قلبي تأبى أن يساقِيَه
إلا ببستانك المجنون شحرور !
فأنت قارورة للحب قد صقلت
بغير عينيك ما تحلو القوارير
إني بحبك مزمور يبوح ندى
ومن بيانك تحلو لي المزامير
يا ويح جلجثتي طال المقام بها
وطال صلبي وأضنتني المسامير
يا أنس قلبي وشرياني وأمنيتي
كوني بحاري فما في الحب تقتير
يا قلب لو أنني في قدرتي عمل
لكان يسعدني للقلب تغيير !!