إن ظل الحال على الحال
============


شعر/ عبدالناصر النادي

............................


إن ظلَّ الحالُ على الحالْ

وتكَسَّر شدو الموالْ

واختلطَ (الحابلُ بالنابلِ)

واختلطتْ كلُّ الأشياءْ ؛

سأقولُ بملء الفمِ ودمع القلبِ

وعمق الجرحِ الساكنِ

فى الملحِ :

ثورتكم شمسٌ باهتةٌ

من يفرج عن ضوءٍ منها

ليلامسَ نبضَ الوطنِ الباكي

كي يبعثَ فى النبعِ الماءْ ؟

ثورتكم قمرٌ مصلوبٌ !

يبحثُ عن وجه الرّبِّ لينقذَهُ

من ذاكَ الولد المعتوهِ

وسوادِ رداءْ

ثورتكم .. كادتْ تفرحنا

تمنحنا من سحر الوادي

أوسمةَ النيلِ الوضّاءْ

وتزف إلينا بشرى النهرِ

وبشرى الخيرِ الآتي

من بين عيون الفقراءْ

أشقينا الثورةَ

ما بين الفوضى

والثرثرةِ السوداءْ

مابين اللصِّ وبين الغوغاءْ

مابين الثائر حقاً

أو بين الزنديق على

عتباتِ النبلاءْ

ياعاشق نبض الثورةِ

من أدخل جعبتها لصاً ؟

كي يسرقَ منها

الفجرَ الضاحكَ للشمسِ

والوردَ الطالعَ منسجماً

ليزفَّ البنت إلى العرس

هل كان يدور بعقلك أن يبقى

يومُ (الجمعة) يومَ عناءْ

أوتخطو نحو الثورة عاصفةُ الدخلاءْ

ثورتكم ....

أدماها سيفُ البلهاءْ

أعياها خمرُ الجهلاءْ

من لطَّخَ وجهاً أبيضَ بالبهتانْ ؟

من أخرج سمَّ العاصي

من جحر الفئرانْ ؟

كي يهتف يسقط حكم العسكر

يسقط حكم المرشد

يسقط من كانوا فى الميدانْ

ياأيتها البلد الممتدةُ فى الشريانْ

إن ظلَّ الحالُ على الحالْ

وتكَسَّرَ شدو الموالْ

سأظلُّ أردد في وجعٍ

ثورتنا ثورة (غربانْ).
========