أعِـرْ فؤاديَ تيماً لستُ أنساهُ
واستأنِ في مدْمعٍ نجوايَ منجاهُ
ثمّ ابتسمْ ضاحكاً بالغيثِ مؤتنساً
ليس التمتعُ بالأنّاتِ مبناهُ
روضُ المعاني من الألحاظ معدنه
والقلبُ رونقُهُ والثغرُ ذكراهُ
حفيفُ ما ضيك في النسرين أرقبُه
وكلّ ما قيل أصداءٌ وأفواهُ
حمّلته نفحات الآس فانبجست
تلك الظلال ، وما للبين إلاهُ
كــأعينٍ في عيونٍ شاخ موردها
توهي الشواطيء في أشواطها الآهُ
أطِلْ وقوفاً على تبري ورابيتي
أم أنت تجهل كالأهلين مرقاهُ ؟
وانزعْ إلى المُزن من دنياي هاطلة
واشربْ بكأس الهوى ما طاب ريّاهُ
شــأوي وشــأني من الخلاّن أوله
وليس آخــرَه ما أنت تهواهُ
أجلْ سمعنا أطعنا والورى غفلوا
ومنتهى المجد يا هـــذا عـشقنــاهُ
لما ارتقينا عروش الشمس بازغة
من قبل أن يــأفل المضنى ونـنـعــاهُ
عشنا بنينا جمالَ الزُهر أروقة
كي يهتدي الليل والساري وليلاهُ
كنا نهيم ولا زالت عواطرنا
محطّ أنـظار مَــن شاخت مراياهُ
نـقـتـات من أعين الأطيار قافية
ننسى الزمـــان وإن جادت عـطاياهُ
نوشّح الشعر بالآمــال نمنحه
قــلادةً نــورُها فـجـراً رقبناهُ
لم نغفل القلب لم تهدأ أضالعنا
لكن طربنا .. وللعلياه أنـزاهُ
فاقــرأ على اللوح أسماءً تليق بنا
وامنحْ صباك ضياءً من مسمّاهُ
شيعتُ وجدي وما باحت لطائفه
غدوتُ كالبلبل الشادي بدنياهُ
رجعت أنظم ما ظلت تبعثره
هذي الهموم وما كنا ورثناهُ
عانقت جيدَ الثريّا غيرَ ملتفتٍ
إلا إلى رقة الجادي محيّــاهُ
يا واهب الخلد يا أنغام غازلها
زهوُ الهيام الذي لاحت سناياهُ
أيقظت لحنيَ سارت أنجمي طربا
ترتاد وحيك حتى أشرق الجاهُ
ضجّت به أحرفٌ ما كان يسبقها
ذوقٌ وفهمٌ وتمييزٌ عبرنــــاهُ
وكيف لا وبدور الشرق أجملها
في مقلتيك .. وأنت النورَ تهواهُ
فالفكر واعٍ وعين القلب والهة
وهالة هــالها ســـرٌّ بـثـثـنـــاهُ